اكتشف علماء آثار مقبرتين جماعيتين تضمان رفات جنود من زمن الحملات الصليبية بالقرب من قلعة القديس لويس في صيدا.
وأفاد موقع "لايف ساينس" بأنه عثر على عظام متكسرة، ومتفحمة، لما لا يقل عن 25 شابا وصبيا داخل خندق جاف بالقرب من القلع بصيدا، فيما ترجح الدراسات أن بعضهم قد دفن بأوامر من أحد أشهر ملوك فرنسا في فترة العصور الوسطى، وقتل هؤلاء خلال أو بعد إحدى معارك الحملات الصليبية، بينما أشار فحص بقاياهم إلى أنهم بين العديد من الأوروبيين الذين دفعهم الكهنة والحكام، بين القرنين الـ11 والـ12، لحمل السلاح بمحاولة لاستعادة ما سميت بـ"الأراضي المقدسة"، لكن مثل كثيرين غيرهم ممن جاءوا للقتال، أو للنهب، انتهت الرحلة الشاقة لهؤلاء الجنود بالموت جراء المعارك، وما يزيد من أهمية اكتشاف المقبرتين، أنه يندر العثور على مقابر جماعية تعود إلى هذه الفترة التاريخية".
وأشار عالم الآثار بجامعة "بورنماوث" البريطانية، ريتشارد ميكولسكي، الذي نقب عن البقايا وحللها، الى أنه "عندما وجدنا الكثير من آثار الإصابات على العظام، تأكدنا أننا توصلنا إلى اكتشاف خاص".
وحلل علماء الآثار الحمض النووي جنبا إلى جنب مع النظائر المشعة التي تحدث بشكل طبيعي بأسنان الرجال، ليتأكدوا أن أعدادا من هؤلاء الجنود ولدوا في أوروبا، وانتهت حياتهم في وقت ما خلال القرن الثالث عشر.
وأوضح الباحثون للموقع إنه "من المحتمل جدا أن يكون هؤلاء الجنود لقوا مصرعهم خلال إحدى هذه المعارك، وطرق قتلهم كانت بشعة، إذ تحمل العظام آثار طعنات بواسطة سيوف وفؤوس، وأدلة على إصابات شديدة، والجنود أصيبوا بجروح في ظهورهم أكثر من الأمام، مما يشير إلى أن العديد منهم تعرض لهجمات من الخلف، ربما أثناء محاولات الفرار، وأشار توزيع الضربات أن المهاجمين طاردوا الصليبين المنهزمين على ظهور الخيل، كما ظهرت جروح بالشفرات على مؤخرات أعناق بعضهم، وهي علامة على احتمال أسرهم أحياء، قبل قطع رؤوسهم".
وحسب "لايف ساينس"، قد لا يتوصل علماء الآثار أبدا بشكل قاطع إلى من قتل الجنود، لكن قبورهم المكتشفة توفر فرصة نادرة لدراسة تلك الحقبة التي لا يتوفر عنها الكثير من المعلومات.