في تاريخ الإسلام المُبكّر، وفي خلافة يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، أظهرت المدينة( مدينة الرسول يثرب) الخلاف مع يزيد، فوجّه إلى أهلها مسلم بن عقبة المُرّي، وكان يشتكي من المرض، فأوصاهُ يزيد بإن حدث بك حدثٌ، فاستعمل حصين بن نمير، وبعد دخول مسلم المدينة وقتل ما يربو على ثلاثمائة رجل من الأنصار والمهاجرين، واستباحتها لثلاثة أيام متواصلة، توجّه نحو مكة المكرمة للقاء عبدالله بن الزبير، واشتدّ عليه المرض في "الأبواء" وحضر أجله، فدعا حصين بن نمير، فقال له: إنّي أرسلتُ إليك، فلا أدري أُقدّمُك على هذا الجيش، أو أُقدّمكَ فأضربُ عنُقَك؟! ومات مسلم بن عقبة، ومضى حصين بن نمير بجيشه ذلك لمُلاقاة عبدالله بن الزبير في مكة.
هذه حالُ اللبنانيين اليوم مع رئيس الحكومة الجديد نجيب ميقاتي، وهم في حيرةّ من أمرهم، أيُقدّم فتُضرب عنُقُه لما سلف من فساده وانتهابه للمال العام، أم يرتجون خيراً على يديه ويدي حكومته الهجينة التي طال انتظارها، لكن للأسف الشديد لا يمتلك اللبنانيون اليوم سوى خيار الأمل والرجاء، الذي بانت تباشير خيبته وسوء طالعه، مع إطلالات بعض الوزراء التافهين المأجورين، ممّا يُنذر بأن لا تكون هذه الحكومة الجديدة سوى نسخة كريهة للحكومة "الديابية" التي ولّت غير مأسوفٍ عليها.