إجتاز ملف تشكيل الحكومة المطب العالي الذي عرقل مسارها في الايام الماضية، وبرزت تطورات ايجابية قياسية أعادته الى المدار الايجابي بنسبة عالية، فبحسب ما كشفت مصادر مطلعة على هذا الملف لـ»الجمهورية» انّ العقدتين المتبقيتين دخلتا جدياً دائرة الحلول بفعل اتصالات مكثفة شهدتها الساعات الاخيرة، وقادها للمرة الاولى بهذا الشكل المباشر كل من رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل وقنصل لبنان في موناكو مصطفى الصلح (صهر شقيق الرئيس المكلف) المَصحوب بدفع فرنسي كبير في اتجاه حلحلة العقد.
وقالت المصادر المطلعة لـ»الجمهورية» ان اتفاقاً تم على تسمية الوزيرين المسيحيين بالتوافق بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي والفرنسيين، وقد وقع الاختيار على جورج كلاس (كاثوليكي) مرشح لتولّي وزارة الاعلام، وطوني سرياني (أقليات) لوزارة شؤون المهجرين، وحصلت جوجلة جديدة استدعت تبديلاً طفيفاً بالحقائب، امّا وزارة الاقتصاد التي كانت العقدة الأم في التفاوض الاخير فقد تم الاتفاق نهائياً على إسنادها الى سني يسمّيه الرئيس ميقاتي بموافقة رئيس الجمهورية، وقد تم التداول بـ3 اسماء هي: جمال كبي وامين سلام، واسم ثالث من آل علاء الدين. كما تم الاتفاق نهائيا على اسناد وزارة الشؤون الاجتماعية الى الاسم الكاثوليكي الذي اختاره رئيس الجمهورية. وبالتالي، فإن ساعات الليل يفترض ان تحسم حقيبة وزارة الاقتصاد، وقد جرى عصراً اتصال مباشر بين عون وميقاتي لكن الاخير لم يطلب موعدا للقاء الرابع عشر في نتظار الاتفاق النهائي على الاسم الذي سيتولى حقيبة الاقتصاد. وعليه، فإنّ الخط فتح بين قصر بعبدا و»بلاتينيوم»، وينتظر ان يتوجه الرئيس المكلف الى القصر الجمهوري خلال الساعات المقبلة تحضيراً لإعلان مراسيم الحكومة، أللهم إلا إذا تأكد ان هناك قطبة مخفية ما تزال تعوق الولادة الحكومية.
وفي رواية ثانية، قالت مصادر بعبدا لـ»الجمهورية» ان «التواصل مستمر مع الرئيس المكلف عبر «الصهرين» (صهر ميقاتي القنصل مصطفى الصلح وصهر عون النائب جبران باسيل)، وذلك بعد ان جَمّد المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم جولاته المكوكية بين القصر الجمهوري ومبنى البلاتينيوم وأبقى على زياراته التقليدية لبعبدا بين يوم وآخر.
وقالت المصادر لـ»الجمهورية» ان لوائح بأسماء جديدة تم تبادلها عبر قناة باسيل - الصلح في الساعات الأخيرة، في عملية ستستمرالى حين التفاهم على اسمين هما تحديداً اسم وزير الاقتصاد السني واسم الوزير الكاثوليكي الثاني عشر من خارج الحصص المحسومة مسيحياً لكل من رئيس الجمهورية و»الطاشناق» و»المردة» والحزب السوري القومي الاجتماعي، من دون التوصل الى تفاهم على رغم الاتصال المباشر الذي تم أمس بين عون وميقاتي من دون الإشارة الى النتائج المترتبة عليه سوى وجود النية الطيبة باستمرار الجهود لترجمة هذه الاجواء الايجابية المسربة.