اشار السيد علي فضل الله الى ان معاناة اللبنانيين لم تعد آثارها وتبعاتها تقتصر على الصعيدين المعيشي والحياتي، بل تتعداهما إلى الصعيد الأمني في الحوادث الأمنية المتكررة واليومية في أكثر من مكان، ومع الأسف يجري كل ذلك من دون أن تلوح للبنانيين أي بارقة أمل لحلول جذرية، تنهي هذا الإذلال اليومي الذي يعيشونه على كل الصعد، والتي هي واضحة وبالإمكان التوصل إليها لو كانت هناك نيات صادقة وإرادة جدية وتعاون من يتحملون مسؤولية هذا البلد.
ولفت خلال خطبتي صلاة الجمعة من على منبر مسجد الإمامين الحسنين(ع) في حارة حريك، الى ان "الحكومة التي ينتظرها اللبنانيون لإيقاف الانهيار وفرملته، لا تزال أسيرة الحصص وتبادل الأسماء والحقائب ومن يكون له الحظوة في هذه الوزارة السيادية أو تلك الخدماتية لضمان مستقبله السياسي وموقعه الانتخابي أو يتنظر ظروفاً أفضل لتأليفها.. وهم في ذلك يراهنون على أن الناس في هذا البلد سرعان ما ينسون معاناتهم وهم يرضون بكلمات معسولة أو بوعود وأماني وأحلام وبعض المسكنات كالبطاقة التمويلية التي وعدوا بأن تقدم لهم على أبواب الانتخابات، لكنهم لم يعوا أن المعاناة التي يعيشها اللبنانيون انطبعت في ذاكرتهم، وأنهم لن يغفروا ومهما كانت التبريرات لمن أداروا ظهورهم لهم ويفكرون بامتيازاتهم ومصالحهم ومواقعهم وشركاتهم من دون أي اعتبار لمصالح الناس وما يعانون منه".
واوضح بانه أمام كل ذلك نجدد الدعوة إلى الإسراع بتشكيل الحكومة، ونرى أن العقد المتبقية والعراقيل لا تستحق أن تفرمل لأجلها الحكومة، ولا الناس قادرة على التحمل، ولا مؤسسات البلد بمقدورها الانتظار بعدما أخذت أغلبيتها بالتحلل وباتت غير قادرة على القيام بمسؤولياتها، كما نأسف أن يصل الخطاب السياسي بين من هم في المواقع العليا إلى هذا المنحدر والذي من الطبيعي أن ينعكس على ثقة اللبنانيين بمستقبل بلدهم ويزيد من احباطهم ويأسهم من هذه الطبقة السياسية.
ولفت فضل الله الى انه تستمر الجهود المشكورة من أجل ملاحقة المحتكرين للدواء وللمحروقات وللغذاء والتي أشارت إلى مدى الجشع وانعدام الحس الإنساني والأخلاقي لدى هؤلاء الذين لم تهزهم الأوضاع المأساوية للناس.. في الوقت الذي نقدر كل الجهود التي بذلت وتبذل والتي ينبغي أن تستمر ولا
ودعا كل الوفود التي تأتي إلى لبنان أن يكون دورها إيجابياً بأن يزيلوا العوائق التي قد يكون لهم دور فيها، وأن يحترموا خيارات الناس وتنوعاتهم، وأن لا يجعلوا منه منصة لتأليب اللبنانيين بعضهم على بعض أو الدعوة إلى استئصال فريق له تمثيله الشعبي والرسمي وكان له دوره في تحرير لبنان من الاحتلال الصهيوني والتصدي للإرهاب، فالوطن بحاجة لمن يضمد جراحه ويعزز استقراره ووحدته، لا إلى من يسعى إلى تفجير البلد والدفع بمصيره نحو المجهول.