أعلن النائب جميل السيد، في تصريح في المجلس النيابي تناول فيه موضوعي المحروقات والدواء، أن "هناك مستوردون لشركات النفط في طرابلس والزهراني، يأتون بكميات المحروقات ويدفعون لمصرف لبنان بالسعر الرسمي. وهناك موزعون لهذه الشركات، هذه الشركات والمنشآت النفطية تعطي حصصا للمناطق. منذ سنوات يعرفون كمية الاستهلاك".
وقال: "السؤال الذي يطرح نفسه، يعرفون ماذا تأخذ المحطات، والكثير من المستودعات موجودة في اماكن اخرى. الجواب واضح، اذا كان لديك صهريج بنزين او مازوت وتذهب الى محطات او منشآت الزهراني او طرابلس، يقال اذا لم توقع لا نعطيك الخمسة الاف، وصاحب الصهريج او الموزع سيرى الخمسة الاف بالسعر المدعوم يبيعها لاول مافيا بـ 150 و 200 الف. تذهب من الموزع الى الارض. والتهريب يزيد سعرها، فالذي يحمل غالون بـ 10 ليتر يبيعه بـ 500 الف ليرة".
وأضاف: "المسألة هي في السرقة، المافيا تبدأ في المنشآت النفطية الرسمية التابعة للدولة، ومن الشركات التي تأخذ من الدولة بالسعر المدعوم، 80% منها للمافيات، والمافيا متدرجة، هناك عشرة الاف محطة في لبنان. الضوابط تبدأ من الدولة، من مصرف لبنان ووزارة الطاقة والمديرية العامة للنفط. من المنشآت للشركات وآخرها محطة البنزين".
وقال: "الامر الثاني الدواء، هناك شركات تستورد الدواء برخصة من الدولة اللبنانية، وتأخذ من مصرف لبنان 80 في المائة من سعره وتدفع 20%، كما المحروقات. 80% من الادوية المدعومة تصل الى المستودعات التي لديها موزعون وصيدليات، يعرفون الصيدليات في كل منطقة وماذا تأخذ من ادوية، لديها كوتا".
وسأل: "كما وزعت المحروقات في مستودعات وخزانات تحت الارض، كيف وصلت الادوية الى المستودعات بآلاف الاطنان. مافيا الدواء التي تبدأ بالمستوردين وبالسعر المدعوم، توزع على الصيدليات، التي تبيعها الى مافيات، والمافيات تبيعها لمافيات اخرى. يهربون قسما منها الى خارج لبنان. تبدأ المافيا من جهاز رسمي في الدولة اسمه "المستوردون" ونقابة الصيادلة التي من واجباتها ان تقوم بالرقابة".
وشكر السيد وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال حمد حسن على ما يقوم به. وقال: "لو ان الادارات الاساسية قامت بواجباتها لما كانت وصلت هذه الادوية الى المستودعات. المزراب الكبير للعبة هو من فوق، وكذلك موضوع الطحين، ليعرف الشعب اللبناني أين الهدر".
وختم: "ما أريد قوله، ان عمل حكومة تصريف الاعمال في الحد الادنى هو تطبيق القوانين ومراقبة المؤسسات والمصالح، وفي غياب ذلك لا يتم الوصول الى النبع والمستوردين وغيرهم الذين وزعوا حسب الجداول".