العجب من بعض المحلِلين السياسيين والاعلاميين عندما ياتون الى الواقع أو أي مشهد سياسي محلي أو خارجي دولي أو إقليمي فيبدأون بتحليله وتصوير أبعاده وأسبابه بخلفيات سابقة على الحدث ليوجهوا الرأي العام من منطلق إنتماءاتهم السياسية والحزبية متجاهلين الواقع والخقيقة وبالتالي يؤدي الى غموض وصعوبة في رؤية الحدث الذي ينبغي ان يكون واضحاً بكل تفاصيله وحيثياته لدى الرأي العام .وهذا النمط من السلوك بات معروفاً من بعض السياسيين و الاعلاميين الذين ليس لديهم أي نوع من الحياد أو الموضوعية أو المهنية الاخلاقية في التعاطي مع نقل الخبر الصادق الكاشف عن الواقع والذين يمارسون الدعارة الأعلامية عبر القنوات المحلية والفضائية بتشويه الحقائق الواضحة التي لا مجال للتلاعب فيها أو تحريفها وتزييفها ظناً منهم أن هذا النوع والكم من الضخ الاعلامي الكثيف المفبرك والمزور كفيل بتغيير الصورة الحقيقية وقلب الرأي العام لمصلحة مشروعهم وأهدافهم ولأجل الطمع والأنانية وحب الذات . وبالتالي أصبحت المنظومة الاعلامية بكل أقسامها المسموعة والمقروءة والمرئية وغيرها التي تمارس هذا الدور المشبوه من الغباء والتجهيل يُفقدها المصداقية ويضعها على المحك . والعجب من بعض السياسيين الذين يعيشون مرحلة " التخلي " ويمارسون عملية الخلط والمزج بين العقلانية الموضوعية وحقدهم الشخصي والسياسي مما يؤدي الى اتخاذ المواقف الخاطئة الناتجة عن الحقد والعمى والغباء والضياع في التحليل .ومهما اختلفت المهام والمسؤوليات لكل هؤلاء الذين يتعاطون الشأن العام فعندما يتحكم الحقد في نفوسهم بالتأكيد سوف ينعكس على مواقفهم ولا يعبرون عن الواقع والحقيقة وإنما يكشفون عن حقدهم الشخصي اتجاه خصومهم وإعطاء الامرطابع الحرص على المصلحة الوطنية وهذا النوع من التصرف والسلوك يصب في خانة العهر السياسي .وخاصة إذا كان الزعيم السياسي منطلقاً من قاعدة " أنا أو لا أحد " وديكتاتورياً في حزبه وعلى عداء تام مع الديمقراطية يستخدم جمهوره ومناصريه لقضايا وأهداف خاصة به لا تعود بالنفع والمصلحة على مؤيديه ولأجل تعزيز قوة نفوذه في بناء مزرعته وإمارته ودويلته التي كان يحلم بها وبالتالي فإن كل تفكيره وحركة عمله تدور حول هذا الحلم ولاعلاقة له بالشأن العام والمجتمع والوطن وخدمة الناس . جنب الله الوطن من شر وكيد وعبث كل هؤلاء الوصوليين والانتهازيين الذين يمكرون ويخادعون وما يخدعون الا أنفسهم .
بقلم الشيخ محمد حسني حجازي