اعتبر مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، أن "الوقت الذي هو من عمر اللبنانيين يُضيَّع بين مشاورات ولقاءات يشوبها الكثير من التعنّت والتصلّب ومحاولة إلغاء الآخر"، لافتاً إلى أن "البعض لا يزال يبحث عن مكتسباته التي لا قيمة لها إذا خسرنا الوطن".
ورأى دريان أن "التخبط السياسي والمعيشي الذي نعيشه مؤلم جدًا وأوجع كلّ الناس وأرهق كاهل المواطن الذي يُعاني الأمرّين، وهو صابر ونخشى بعد هذا الوقت الطويل أن ينفد صبر اللبنانيين ونقع جميعًا في أتون الفوضى الشاملة التي بدأنا نرى مظاهرها في شتّى المجالات".
وأكد أن "موقع رئاسة الحكومة لا يقلّ أبداً أهمّية وقدراً عن أيّ موقع رئاسيّ آخر في لبنان، فاحترامه واجب ونحن حريصون على أن يبقى هذا الموقع مُصانًا حفاظًا على التوازن بين مواقع الرئاسات الثلاث"، مشيراً إلى أن "التصويب على رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب أمرٌ مرفوض وغريب عن أصول التعامل مع رئاسة الحكومة، والإصرار على هذا النهج من قبل البعض في السلطة القضائيّة التي لا نتدخّل في عملها يُسيء إلى أصول مفهوم التعامل مع الرئاسة الثالثة في قضيّة انفجار مرفأ بيروت".
وأضاف: "فلتُرفع كلّ الحصانات عبر إصدار قانون من مجلس النواب، ولتأخذ العدالة مجراها بعيداً من الانتقائيّة والاستنسابيّة والكيديّة المقيتة، فالعدالة الانتقائيّة ليست عدالة". ولفت إلى أنه "علينا جميعاً أن نترفّع عن الترهات التي تُرافق كلّ تكليف كما تُرافق تكليف النائب نجيب ميقاتي الذي جاء بناءً لرغبة النواب الذين سمّوه، وبتزكية من رؤساء الحكومة السابقين ومباركة من دار الفتوى التي لا تميّز بين أبنائها".
كما توجه لرئيس الجمهورية ميشال عون قائلاً: "حاول أن تنقذ ما تبقّى من عهدك، وإلا فنحن ذاهبون إلى الأسوأ وإلى أبعد من جهنّم إلى قعر جهنّم كما بشّرتنا".