أشار رئيس الاتحادات بسام طليس، عقب اجتماع لاتحادات ونقابات قطاع النقل البري، الى أن "الدعوة الى هذا اللقاء للحديث عن تداعيات ما تم الاتفاق عليه يوم السبت الماضي في القصر الجمهوري بالنسبة لقطاع النقل وانعكاساته"، وقال: "نحن نعيش منذ أشهر في قلق على مصيرنا من الجوع وفقدان البنزين والمازوت والطبابة والاستشفاء والدواء والخبز، على امل ان تخرجنا الحكومة والمسؤولون والمعنيون من هذا النفق المظلم".
ولفن طليس، خلال مؤتمر صحفي، إلى أن "الشعب يعلم اننا ندفع ثمن الحصار والعقوبات لسبب او لآخر ويتفهمه، انما ما لا يمكن تفهمه أن يكون المسؤولون والمعنيون بالشأن الاجتماعي والاقتصادي والمالي وإدارة البلاد، نيام ولا يشعرون بما يحصل، كما لا يمكننا ان نتفهم ان نصف الشعب اللبناني يأكل بعضه البعض ويتاجر ويستغل الفرص ومعاناة المواطنين"، معتبرا أن "الحل الترقيعي والمتقطع لا يمكن ان يصدر عن أعلى مواقع المسؤوليات في الدولة، فالقول اننا وجدنا حلا للمحروقات الاساسية لمدة شهر وعشرة ايام ليس بالحل".
وأكد أنه "في اجتماع السبت الماضي، تم تسعير المشتقات النفطية على سعر 16 الف ليرة للدولار، لكن الدولة قالت انها ستتحمل 8 الاف ليرة عن كل تنكة وصدر جدول للأسعار على هذا الاساس"، وسأل: "الثمانية الاف الاخرى من حساب من ستكون؟ والـ 225 مليون دولار من حساب من؟، انها من حساب المواطنين والمودعين. وجدتم الحل لفترة شهر، فماذا بعده؟ وتقولون للشعب ان يثق بكم وتطلبون منه عدم تخزين المحروقات والدواء. لقد صدر جدول في الأسعار صباح امس، انما المحطات فارغة والشركات لا تسلم المحروقات، فهل تضحكون على المواطنين".
كما رأى ان "الحل ليس لدى قطاع النقل البري، فالسائق بعين والمواطن بالعين الثانية، وليس اسهل من الإعلان عن اضرابات وتظاهرات وغيرها. هل هذا هو السبيل الذي يؤدي الى نتيجة؟. عقد اجتماع السبت الماضي واتخذ القرار، ولكن اين التنفيذ؟ اين المحطات التي تملأ البنزين؟. طالما ان قراركم لمدة شهر، فهذا يعني انكم ستعيدون نفس الكرة ولن يستطع احد تعبئة الوقود على الاسعار السابقة، بل على سعر السوق السوداء، حيث وصلت صفيحة البنزين في بعض المناطق الى حدود المليون ليرة ووصلت صفيحة المازوت الى 800 الف. المسؤول عن السوق السوداء هي هذه السياسة وهذه القرارات من دون خطة واضحة ومعلومة لدى كل الناس"، معتبرا أنه "ليست مسؤولية الجيش والقوى الامنية تنظيم الامور على محطات المحروقات"، مشددا على ان "قلة الثقة من قبل الشعب والسائقين العموميين بمن يدير البلد اوصلتنا الى ما وصلنا اليه".
وأوضح طليس أنه "عندما يتم تسليم المحروقات حسب التسعيرة الجديدة، فأن الاسعار في السوق السوداء ستتضاعف والتخزين سيزداد لان الاستراتيجية غائبة والحل موقت، وكأنهم يقولون للبنانيين لا تطمئنوا لانه بعد شهر سيكون لديكم ازمة جديدة، حتى نصل الى سعر صرف السوق، وما من ضمانة ان السائق سيجد مادة البنزين. انتم تذبحون هذا الشعب تدريجيا وتعرضونه للموت والذل، وعشرات آليات النقل العمومية لا تعمل بسبب نقص مادة البنزين مما يجبر العديد من السائقين الى الاتجاه الى السوق السوداء لتأمين لقمة عيشهم اليومية. فهل المطلوب تصفية كل القطاعات حتى تبقى نخبة تتحكم بالبلد؟".
واكد ان "الاضراب وقطع الطرقات لن يوصلا الى نتيجة، فنحن لن نقطع الطرقات. لكن المطلوب تنفيذ الاتفاق الذي حصل مع رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب فورا، ودعم السائقين وقطاع النقل البري، لانه بذلك نخدم الدولة لان معظم موظفي القطاع العام والعسكريين يستخدمون النقل البري يوميا للوصول الى اعمالهم، لكن في ظل التعرفة المرتفعة سيتعذر عليهم التنقل، مما سيتسبب بشل البلد واقفال المؤسسات والمصانع لان رواتب الموظفين لن تكفيهم ثمن تعرفة التنقل. فالاتفاق الذي حصل مع الرئيس دياب بانتظار دراسة الكلفة لدى وزير المال في حكومة تصريف الأعمال غازي وزني والطريقة نفسها التي جرى اتباعها لتغطية فرق المحروقات يجب ان تؤمن لقطاع النقل البري ومن وقع ذلك القرار باستطاعته التوقيع على قرار مماثل واعتمادات مماثلة".
وطلب من "السائقين العموميين التحمل اسبوعا اضافيا"، قائلاً: "حتى الاثنين المقبل في 30 الحالي، سنعطي فرصة للرئيس دياب والوزراء المعنيين، لتنفيذ الاتفاق والايعاز الى الوزارات والادارات المعنية البدء بالتدقيق في خلال هذا الاسبوع لدعم قطاع النقل البري، بغض النظر عن موضوع البطاقة التمويلية، لان السائقين العموميين هم جزء من المستفيدين منها، والا بقيت السوق السوداء على صعيد النقل، وإن لم يتم البدء بتنفيذ الاتفاق، فانني اتوجه الى وزير الاشغال العامة والنقل ميشال نجار من اننا بدءا من الاثنين المقبل سنصدر تعرفة جديدة تصل الى 25 الف ليرة ولتتحمل الحكومة مسؤولية، مما سوف يجري على الناس وستكون الدولة هي المسؤولة عن ذل شعبها واهانته".