لبنان الكبير مُعطّل بقدرة قادر، وليس صدفة، أو مرحلة طارئة أو عارضة، وهو يسير بسرعة قياسية نحو المزيد من الإنهيار الشامل، ولعلّه في طريقه نحو الزوال، فالدولة باتت أسيرة رئيس جمهورية باع وطنه وضميره لصالح حزب الله "الإيراني"، بعد أن كان قد وضعه في خدمة صهره الوزير جبران باسيل، هذا المُشعوذ الطارئ على الحياة السياسية اللبنانية، والمُستعد لبيع وشراء كل شيء في سبيل نزواته وجشعه وطيشه وخساسته، وفي المقابل، لا أحزاب سياسية وطنية تحمل رؤىً وتطلُّعاتِ وإمكانياتٍ للمواجهة، ولا هيئات ومنظمات مدنية أو دينية تمتلك زمام المبادرة للإنقاذ والنهوض من العثرات المتراكمة، هذا في حين تتضافر القوى السياسية الطائفية والمذهبية مع فلول الميليشيات، والتي لها مصالحُ عديدة في انهيار الدولة اللبنانية، وزوال النظام والكيان، بقيادة حزب ديني مُؤدلج وموضوع في خدمة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وهذه المصالح الإستراتيجية تشابكت مع مصالح فريق رئيس الجمهورية، ممّا أدخل البلد في جهنّم من المصائب والكوارث.
إقرأ أيضا : الرئيس عون لن يستقيل قبل الإطمئنان على مستقبل الصّهر المُدلّل.
المُضحك المُبكي أنّ رئيس الجمهورية بدل أن يخجل من سوء أحوال البلاد والعباد، ويلوذ بالصّمت والحياء، إذ به يظهر على اللبنانيين برسالة تلفزيونية، واضعاً على وجهه قناع الوقار والحكمة والحرص على سلامة الوطن وديمومة عيش المواطنين، في حين ما زال يّراوغ في مسألة تأليف حكومة جديدة منذ ما يقارب العام، وكان صهره باسيل، الولد المُدلّل قد سبقه في تصريحاتٍ عديدة، تنضح بالخداع والمكر والنّقائص وسِقط القول وقلة الأدب والحياء.
خطبَ يزيد بن المُهلّب في واسط بالعراق، فقال: يا أهل العراق، يا أهل السّبق ومكارم الأخلاق، إنّ أهل الشام في أفواههم لقمةٌ دسمة، قد زبّبت لها الأشداق( اجتماع الرّيق في الأشداق)، وقاموا لها على ساق، وهم غير تاركيها لكم بالمراء والجدال، فالبسوا لهم جلود النّمور.