كان الأسبوع الماضي حافلاً بالمفاجآات المأساوية على الصعيد اللبناني، فاستعادت طرابلس الحرب الأهلية بكل ظروفها من قتل ودماء وضحايا وقصفٍ متبادل، في ظلّ سجالٍ انتخابي بين التمديد والتجديد، ضربت الصواريخ قلب الضاحية الجنوبية، وكلامٌ عن ربط مصير لبنان من الشمال إلى الجنوب بمصير القصير السورية، حاول جورج صليبي في حلقة الأسبوع في ساعة أن يجاوب عن هذه التساؤلات مع ضيوفه ، الخبير في الجماعات الاسلامية عمر بكري ، مدير مركز الارتكاز الاعلامي سالم زهران، الكاتب السياسي السوري طالب ابراهيم و المنسق السياسي و الاعلامي للجيش الحر لؤي المقداد.
وابتدأ جورج صليبي حلقته بمداخلة هاتفية مع رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط، الذي شدّد على الحاجة الى التمديد لأكثر من ستة أشهر وتفادي الفراغ والتعاون من أجل الإستقرار والأمن وحماية الجيش اللبناني في طرابلس وفي كل مكان ، لافتاً الى أنه إتصل برئيس الحكومة السابق النائب سعد الحريري حيث كان النقاش حول مدة التمديد، مؤكداً بأن إطلاق الصواريخ من عيتات إلى الضاحية الجنوبية هو عمل تخريبي هدفه التخريب وتعكير الأجواء، ووصف حال البلد والمنطقة أجمع من العراق إلى سورية ولبنان بأنها على فوهة بركان بدأ بالغليان لا أحد يعلم متى سينفجر.
وفيما يخص الأوضاع المتوترة في طرابلس اكد الشيخ عمر بكري فستق بأن الصواريخ التي أطلقت على الضاحية رسالة سياسية رداً على خطاب السيد حسن نصر الله المليء بالتناقضات والإفتراءات، ويحقّ لكل من يُعتدى عليه ان يدافع عن نفسهويجاهد في سبيل الله تعالى، وكل ما يحدث في طرابلس هو ان النظام السوري يريد تصدير أزمته إلى لبنان عبر جبل محسن، ولكن عندما انحاز الجيش وتوقف عن التدخل اضطرّ أهل باب التبانة لللدفاع عن أنفسهم، مشيراً إلى أن التيار السلفي لم يدخل المعركة بعد، نافياً أن يكون هناك اي عناصر لجبهة النصرة في الشمال.
بينما أكد سالم زهران مدير مركز الإرتكاز الإعلامي بأن أهل الجبل أصدقاء وأحباب مع اهل الضاحية الجنوبية ولا يمكن أن يكونوا هم من أطلق الصواريخ، وبيئة حركة أمل هي التي كانت مقصودة بتلك الصواريخ لإشعال الوضع على خط الشياح طريق الجديدة، والجيش اللبناني لم تُطلق عليه النار إلا عندما دخل باب التبانة، ومبدأ العين بالعين والسن بالسن هو مبدأ جاهلي ولا يمتّ إلى الإسلام بصلة.
وشدد بدوره المنسق السياسي والإعلامي في الجيش الحرّ لؤي المقداد بأن لا علاقة للجيش الحرّ لا من قريب ولا من بعيد بالصواريخ التي سقطت على الضاحية، معبّراً عن رغبته بأن يتخلى نظام الأسد وحلفائه عن اللغة المخابراتية الخشبية ويلجأوا للحوار الحضاري في مؤتمر جينيف من أجل الدم السوري الذي يُسفك، مؤكداً بأن لا حلّ قبل سقوط بشار الأسد والأجهزة الأمنية التي ساهمت بقتل أطفال سورية.
في الوقت الذي أكد به المحلل السياسي طالب ابراهيم على أن النظام السوري لا يتهاوى ولا يتداعى وهذه أضغاث أحلام، ولا يحقّ للهارب إلى اسطنبول وغيرها بأن يتكلم ويوجه النصائح، ورأى بوجوب الذهاب إلى مؤتمر جينيف بعقول منفتحة دون وضع شروط أو محاولة لإلغاء الآخر وتهميشه.
ويبقى كلّ طرف يُلقي بخطأه ولومه على الطرف الآخر متصلّباً بآرائه التي لم تلينها دماء الأبرياء والأطفال بعد، وتبقى علامات استفهامٍ كثيرة وإشارات قلقٍ كبيرة ترتسم في أفق الوضع اللبناني، المتعلق على حافة الهاوية السورية التي تهدد المنطقة...