لم تكد تمضي ساعات على إعلان الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله أنّ ناقلة نفط إيرانية أبحرت في طريقها نحو لبنان حتى أعلنت الرئاسة اللبنانية أنّ السفيرة الأميركية دوروثي شيا أبلغت الرئيس ميشال عون عبر اتصال هاتفي الخميس، بقرار الولايات المتحدة مساعدة لبنان في الحصول على الطاقة الكهربائية من الأردن عبر سوريا عن طريق الغاز المصري. وأوضحت السفيرة، بحسب بيان الرئاسية، أنه "سيتم تسهيل نقل الغاز المصري عبر الأردن وسوريا وصولا إلى شمال لبنان"، مشيرةً إلى أنّ "المفاوضات جارية مع البنك الدولي لتأمين تمويل ثمن الغاز المصري وإصلاح خطوط نقل الكهرباء وتقويتها والصيانة المطلوبة لأنابيب الغاز".

 

في تقرير لها، كشفت قناة "العربية" أنّ الولايات المتحدة تجري محادثات مع البنك الدولي والحكومتيْن المصرية والأردنية للمساعدة على التوصل إلى حلول لاحتياجات لبنان من الوقود والطاقة.


وفي مقابلة مع القناة، قالت شيا: "أحاول إيجاد حلول للشعب اللبناني. تحدثنا مع حكومتيْ مصر والأردن والحكومة هنا (اللبنانية) والبنك الدولي"، مضيفةً: "نسعى إلى إيجاد حلول فعالة ومستدامة لاحتياجات لبنان من الوقود والطاقة".

 

وتابعت شيا: "الولايات المتحدة كما لبنان محبطة من الوضع، ولقد بدأت العمل على هذا الملف منذ أسابيع عدة. لذا، فإنّ اتهامنا (الولايات المتحدة) بأنّنا سبب المشكلة الأوحد.. والهجمات الشخصية (علينا) تمثّل أضعف أشكال الحجج"، في رد على اتهام نصرالله الولايات المتحدة بأنّها سبب ما يحدث في لبنان. وأضافت شيا: "وإذا كان هذا جل ما يمكنه (نصرالله) حشده لتفسير حالة البؤس التي يعيشها اللبنانيون، فقبحاً له"، على حدّ تعبيرها. وفي خطابه أمس، قال نصرالله: "الولايات المتحدة هي مصدر الأزمة في لبنان، السفارة الأميركية في لبنان تحرض وتفرق الشعب، انا أقول للبنانيين: لا تعتمدوا على الأميركيين تعلموا وخذوا درساً مما جرى في أفغانستان".

 

كذلك، رفضت شيا اتهام نصرالله الولايات المتحدة بالوقوف وراء الانهيار الاقتصادي، قائلةً: "يستطيع (نصرالله) أن يحاول قدر استطاعته تحميل الولايات المتحدة مسؤولية كل شيء، ويمكنه أن يطلق عليي الألقاب. ولكن حقاً، هل هذا أفضل ما لديه؟".

 


ولدى سؤالها عن رد الولايات المتحدة على إعلان نصرالله أنّ الوقود الإيراني في طريقه إلى لبنان، قالت شيا إنّ لبنان لا يحتاج إلى ناقلات إيرانية، مشيرةً إلى أنّ شحنات عدة تقف قبالة الساحل بانتظار أن تفرغ حمولتها. وإذ كشفت شيا أنّها تتواصل هاتفياً مع مسؤولين لبنانيين من أجل المساعدة على التوصل إلى حل، علّقت: "يستطيع لبنان فعل ما يشاء في نهاية المطاف". وأوضحت شيا: "لا أعتقد أن أحداً سيقبل تحمّل المسؤولية إذا كان شخص آخر قادر على إيصال الوقود إلى المستشفيات حيث الحاجة إليه. ولكنني أعتقد أنّ الشعب اللبناني يستحق مستوردي وقود يوزّع بطريقة عادلة. وأنا أسأل، هل يمكن الاعتماد على "حزب الله" للقيام بذلك؟".

 


القناة التي ذكّرت بتقرير سابق جاء فيه أنّ كلاً من البنك الدولي ومصر والأردن حثّ الولايات المتحدة على إيجاد سبل تتيح تفادي عقوبات قانون قيصر، نقلت عن شيا قولها إنّها على اتصال مع وزارة الخزانة والأميركية والبيت الأبيض. وأقرّت شيا بأنّ إجراءات الاستيراد عبر سوريا صعبة بسبب العقوبات، قائلةً: "ثمة إرادة لتحقيق ذلك". كما كشفت شيا عن الحاجة إلى اتخاذ إجراءات لوجيستية، موضحةً: "أعتقد أن كل ذلك سيحدث بسهولة مقبولة". وفي تعليق على ما جاء في بيان الرئاسة، وصفت شيا الحلول التي يتم العمل عليها بأنّها "أرخص وأنظف وأكثر استدامة".