ستُضاف مجزرة بلدة التّليل المهولة في الرابع عشر من شهر آب الحالي إلى سجلات العهد "العوني القوي" المُخزية، كما سيذكرها التاريخ بجانب مجزرة تفجير مرفأ بيروت النووي في الرابع من شهر آب العام الماضي، في سجلات حكومة دياب العاجزة والفاجرة، وهذه بعض صفاتها الدنيئة والخبيثة منذ ولادتها كدُمية في يد الحلف الثلاثي الجهنمي (الثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر).
هذه الجريمة يجب أن لا تمرّ بلا عقاب كما مرّت حتى الآن جريمة تفجير مرفأ بيروت النووي، آن الأوان كي تتدخّل قوى فاعلة في المجتمع الدولي للمساعدة في استئصال هذه الطبقة السياسية الفاسدة التي تحكم لبنان من جذورها، ذلك أنّها فاسدة وعاجزة وأفسدت معها شعب لبنان العظيم( كما كان يحلو لميشال عون أن يُناديه) وأذلّتهُ ودفعته مخذولاً للوقوف في طوابير طويلة، حتى إذا قُيّض له أن يملأ خزان الوقود في سيارته ببضع ليتراتٍ من البنزين، تهلّلت أساريرهُ وانفرج كربُه، وبات جلّ همّه أن يجد حبّة دواءٍ نادرٍ، أو كسرة خبزٍ يسُدّ بها جوع أبنائه، بعد أن نسي رغد العيش الكريم وهدوء البال مع الكهرباء التي غادرت إلى غير رجعة، والأموال التي ضاعت في دهاليز المصارف، والرواتب التي فقدت قيمتها.
إقرأ أيضا : الفسادُ مُستشرٍ منذ أيام عمربن الخطاب..
هذا المواطن اللبناني الصابر المحتسب الذليل بات عاجزاً يائساً أمام جبروت الأجهزة الأمنية والعسكرية والقضائية، التي تقف في وجهه قمعاً وضرباً واعتقالاً كلما عنّ على باله أن يصرخ أو يستغيث، هذا المواطن محكومٌ برئيس جمهورية عاجز وفاجر، يجمع حوله في مجلس الدفاع الأعلى بعض الوزراء التافهين المأجورين، وقادة الأجهزة الأمنية والعسكرية الذين فقدوا صلاحيّتهم وهيبتهم رغم النجوم المُعلّقة على أكتافهم، وهم بدل أن يخجلوا ويقفوا مع شعبهم "الذليل" في وجه هذه الطبقة السياسية الفاسدة والحاقدة، تراهم يهبّوا لقمعه وإذلاله تنفيذاً للأوامر "العُليا".
والله ما نظرتُ إلى أعضاء مجلس الدفاع الأعلى، وسمعتُ قراراتهم الجوفاء، والخالية من كلّ معنىً وهدف، إلاّ وتذكّرتُ قول ابن أبي بردى بن أبي موسى الأشعري في حقّ الحجاج بن يوسف الثقفي:
كان عدوّ الله يتزيّن تزيُّن المومسة، ويصعدُ المنبر فيتكلّم بكلام الأخيار، فإذا نزل عمِل عمَل الفراعنة، وهو أكذبُ في حديثه من الدّجال.