خطى النائب أسامة سعد أولى خطواته باتجاه الثورة لحظة ولادتها وانحاز لها مبتعداً في ذلك عن السلطة ومكوّناتها السياسية والطائفية مغالباً في ذلك هواه رامياً مصلحته الشخصية أمام مصالح الناس الذين ينتمي اليهم منعطفاً بذلك يساراً ومنقلباً على يمين أكسبه فرص متعددة ما كانت لتكون لولا الحاجة اليه كسد منيع أمام الحريرية السياسية .
من الثورة اللبنانية التشرينية الى إنفجار المرفا الى راجمة الصواريخ من حاصبيا الى موقفه من عملية تشكيل حكومة ميقاتية ترعي ما رعته الحكومات السابقة من محاصصات تنهش حتى بجيفة الوطن يستقيم الناصري من جديد وفق أولوية وطنية مستهدفة بنية الطائفية وما كرّسته من نزعات بغيضة دفعت برئيس التنظيم الشعبي الناصري المقاوم الى الإعتراض على أفعال سرايا المقاومة في صيدا خصوصاً وخاصة بعد حادثة شويّا اذ برح مجاهدوا السرايا مزارعي الدروز ضرباً لهم في صيدا من خلال الإعتداء المعنوي عليهم ردّاً على الإعتداء الذي حصل على مجاهدي الراجمة المطلقة لصواريخ توقف عند توقيتها الزعيم وليد جنبلاط في شُبهة واضحة منه خلال مؤتمره الصحافي .
لم يستنكر أسامة سعد ما اقترفته أيادي سرايا المقاومة بل تنكّر لأفعالهم المخالفة لصيت صيدا ولسمعتها التاريخية كمدينة لبنانية مفتوحة للجميع ولا يمكن إقفال أبوابها بوجه لبناني مهما كانت سياسة الذرائع طويلة وممتدة لا لتصفية حسابات صغيرة أو كبيرة بل لتغيير وجه صيدا القائمة على التنوع السياسي والتعدّد الطائفي وذات النزعة العروبية التي لا تجافي عرباً مهما باعدت السياسة أو لعبت دوراً في عملية الإنقسام العامودي بين المكونات والأطياف السياسية.
إقرأ أيضا : صومالي ولا لبناني
أمام تجربته البرلمانية المعترضة على أداء السلطة وتحميلها أسباب الإنهيار وأمام انخراطه في مشروع الثورة على السلطة وفسادها وأمام تحدياته لمغامرين جُدُد في مدينة صيدا واعتكافه الدائم داخل الكتلة الشعبية المنهكة والمسلوبة والمصادرة وصولاً الى إلغائها مع السياسات المبتدعة من قبل حكومة أسّست للبنان جديد لا وجود فيه للطبقة الوسطى وثمّة سيطرة واضحة للطبقة الغنية التي تنتمي اليها أغلبية أحزاب السلطة بات حجم الفقر يتضاعف في صفوف الطبقة الفقيرة بحيث بات من الصعب عليها الصمود أمام الأزمة المستجدة وأمام ذئاب السلطة .
حرس سعد في صيدا على حماية الإنتفاضة داخل المدينة برغم المواقف التي طالبته بالوقوف جانباً و النأي عن دعم الثورة من قبل حلفائه إلاّ أنّه رفض ذلك رغم كلفة الرفض والتي تبدأ من المعركة الإنتخابية القادمة ولا تنتهي عند حدود الدعم المتعدّد الوجوه لحليف أسهم إسهاماً كبيراً في إعطاء محور الممانعة والمقاومة بعداً نفى عنه صفته الطائفية و أحاديته الإسلاموية .
يبدو أن ولادة يسارية بمعناها المباشر أي تلك الواقفة على يسار السلطة لا على يمينها ولا بمحمولاتها الأدبية هي أكثر ترشيحاً للنتائج القائمة بعد أن أفلست سياسة اليمين وبات الصدّ وشيكاً تماماً كما جاءت نتائج النقابات من المحامين الى المهندسين وهذا ما نراهن عليه في أم المعارك القادمة مع الإستحقاق النيابي رغم إطمئنان قوى السلطة للنتائج من قبل العملية الإنتخابية وهذا ما بشّر به نائب أمين عام حزب الله بيقين العارف وغيرالآبه بمستجدات الواقع من الثورة الى الصرخة المستمرة بوجه السلطة و أحزابها .