يتوقّع الجميع ارتفاعًا جنونيًّا في سعر صرف الدولار بالنسبة إلى الليرة. بالمنطق المالي والاقتصادي هذا الأمر طبيعي بعد زيادة الطلب على الدولار من أجل الاستيراد في السوق السوداء. لكن قد يكون لصناع السوق، وهم جماعة الغرفة السوداء الذين يتحكمون بالتطبيقات وأسعار الصرف، رأيٌ آخر. فارتفاع الدولار كما انخفاضه له أسبابٌ ماليّةٌ اقتصاديّةٌ، إنّما أيضًا له أسبابٌ مضاربيّةٌ تعود بالأرباح الطائلة على صناع السوق. لذا، فإنّ ارتفاع الدولار أو هبوطه ينطوي دائمًا على خديعةٍ حتى تتخلّى الناس عن دولاراتهم في الوقت الذي يناسب صُنّاع السوق.
مع رفع الدعم سيرتفع الدولار. وقد يلامس ال30 ألفًا! لكن ليس بالضرورة أن يرتفع مباشرة، وذلك للأسباب التالية:
١-هناك خديعةٌ من قبل صناع السوق لتمرير رفع الدعم بأقل قدر من الاضطرابات. ويتمّ التنسيق مع مصرف لبنان في ذلك.
٢-سيحصل انخفاضٌ كبيرٌ في الاستهلاك، ممّا يخفّض الطلب على الدولار في السوق السوداء.
٣-هناك مخزوناتٌ ضخمةٌ من كل شيء، ستظهر في الأسواق بعد رفع الدعم. إذًا، لا حاجةَ كبيرةً إلى الاستيراد الآن.
٤-قد يُشاع أنّ هناك تقدّمًا في عملية تأليف الحكومة.
٥-لا مانع أن يكون السوق قد احتسب، على الأقل جزئيًّا، مسألة رفع الدعم عن المحروقات وتحضّر لها بدولارٍ مرتفعٍ أصلًا (21 ألفًا).
وعليه، قد نستيقظ صباحًا ولا نجد ارتفاعًا جنونيًّا في سعر صرف الدولار، فلا يصل إلى 25 ألفًا أو يتجاوز هذه العتَبة كما تنبّأ كثيرون.
إذا حصل هذا، فهو سيكون بمنزلة خديعةٍ لدفع الناس إلى التخلي عن دولاراتهم! ولسان حالهم يقول: لقد رفِع الدعم ولم نرَ ارتفاعًا في سعر صرف الدولار فكيف إذا تشكلت الحكومة؟
في تحليلي سيرتفع الدولار، عاجلًا أم آجلًا. ولن يطول الوقت حتى نشهد دولارًا ب30 ألفًا وربما أكثر من ذلك. لذا، نكرّر نصيحتنا الدائمة: لا تتشاطر وتُضارب بالدولار. ما لديك من الدولارات احتفظ بها. ولا تصرف منها إلا بقدر حاجتك الماسة.
بناءً عليه، قد نستيقظ غدًا ونرى انخفاضًا في سعر صرف الدولار بعكس كل التوقعات. لكن، في غضون أسابيع قليلةٍ سنشهد ارتفاعًا كبيرًا في ارتفاع الدولار بعدما يعاود التجار استيراد ما يحتاجونه من سلع! لذا، وجب الحذر الشديد ومراقبة السوق بشدة.