المعادلة في لبنان بسيطة جدا، فكلما قوي نفوذ حزب الله كلما ضاقت على اللبنانيين سبل العيش، وكلما أمسك الحزب بمفاصل القرار السياسي كلما إزداد الخناق على اللبنانييين، والوصول الى هذه المعادلة البديهية لا يحتاج الى كثير إعمال عقل وإنما يحتاج فقط الى قراءة موضوعية للواقع المعاش.
فحزب الله، بفكره وعقيدته وإرتباطه العضوي بالنظام الايراني، المعادي للكرة الارضية، هو لا يملك الحد الادنى من مشروع السلطة والإحاطة بإدارة المجتمع، وللموضوعية هنا نقول، أن الحزب نفسه لا يقدّم رؤيته المنهجية على أنه حزب يحمل مشروع حكم، وجل ما في الامر أنه حزب مقاتل لا يعرف إلا القتال والحروب ومفرداته من الجهاد والشهادة والصواريخ والعبوات والنيترات والدماء وعوائل الشهداء والإعلام الحربي ونواب مقاومين ووزراء تنتهي وظيفتهم بعيد كتابة البيان الوزاري والإطمئنان على "دحش" الثلاثية العفنة (جيش – شعب – مقاومة) ليتفرغوا بعد ذلك للحسينيات ومجالس العزاء ومناسبات الدفن والاسابيع.
هذا الحزب الذي لا يملك في عقله الا السلاح والسلاح والسلاح، وصل به الامر عن غير قصد أنه صار هو المعني الاول والمسؤول المباشر عن إيجاد حلول لمشكلات لم يكن للحظة يتصور أن يضع نفسه في هذا الموقع ولاسباب ليست هنا محل نقاشها.
إقرأ أيضا : كلمتان، للشيوعي وللقوات
وأمام عجز الحزب عن مواجهة الواقع ومن أجل الهروب من تحمل مسؤولياته نجده يعمل على تفعيل شعارات وهمية فارغة يحاول ان يحاكي فيها مشاعر أتباعه وبيئته، كمثل " الصبر والبصيرة " او الإدعاء بأن ما نحن فيه هو نتاج "مؤامرة خارجية" وليست بسبب سوء الإدارة وتحالفاته وحمايته للسلطة الفاسدة، ويكثر هذه الايام الحديث عن "الكرامة" و "هيهات منا الذلة" للقول لجمهوره ان كل ما يعانيه إنما هو من "الاعداء" !.
هذا بالاضافة لاطلاق وعود وهمية كمثل إستقدام "البنزين الايراني" و"الدواء الايراني" ويافطة "التوجه شرقا" وما إلى هنالك من محاولات الهروب والقفز فوق حقيقة واحدة بدأ يدركها الجمهور والبيئة الحاضنة وهي ان حزب الله بسلاحه وصواريخه ومدافعه ومقاتليه هو اوهن من تنكة مازوت .