فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون، يعترف أمام الملأ بعلمه بوجود موادَّ مُتفجرة في حرم مرفأ بيروت، وذلك قبل انفجارها بأيامٍ عِدّة، ولم يعرض الأمر على مجلس الدفاع الأعلى الذي يأتمر بإمرته، ليُبرّر تقاعسه بعد ذلك بأن لا صلاحية له على المرفأ، في حين تتواجد على أرض المرفأ كافة الفصائل الأمنية والعسكرية، والتي يحضر قادتها اجتماعات مجلس الدفاع الأعلى، وبدل أن يلوذ بالصمت في ذكرى المجزرة الرهيبة، التي خلّفها الإنفجار "النووي" في مرفأ بيروت في الرابع من شهر آب قبل عامٍ مضى، إذ به يخرج على اللبنانيين برسالة تلفزيونية لا تخلو من الهذر والكلام الوضيع، الذي يدّعي الطُّهر والبراءة، وهو ينضح بالمُراء واحتقار مشاعر واحاسيس اللبنانيين المفجوعين.
إقرأ أيضا : حزب الله مع الرئيس عون يسوقون الشّيطنة مع الهبل على اللبنانيين.
على منوال رئيس الجمهورية يغزل دولة الدكتور حسان دياب أكاذيبه وتُرهاته، وهو عندما كان مُزمعاً زيارة مرفأ بيروت لتفقّد المواد المتفجرة صباح اليوم التالي لإبلاغه بوجودها في حرم المرفأ، جاءته الإشارة من "أولي الأمر النافذين" بأن لا داعٍ للتّعب وشغل البال، وإقحام النفس فيما لا يعنيها، فالمواد المحفوظة والمحروسة بعنايةٍ فائقة من أولي الأمر إيّاهم، ليست أكثر من موادَّ وأسمدة زراعية، لا يحسُن برئيس حكومةٍ، وأستاذٍ أكاديمي في جامعة مرموقة، أن يشغل باله بها، ويتفقدها شخصيّاً، إلاّ أنّ دولة الرئيس المُستقيل، وعلى الرغم من تقاعسه وتخاذله وسوء تدبيره، أبى إلاّ أن يطلع على اللبنانيين برسالة تلفزيونية عشية الفاجعة، وعلى منوال فخامة الرئيس دائماً، بكلامٍ معسولٍ لا قيمة له ولا صٍدقيّة، وهو لو اكتفى بالعِيّ والبُكم والحصر والخَطَل، لكان أفضل له ولِلُّبنانيّين الذين ابتلوا به وبحكومته العاجزة، ولكفى الله المؤمنين شرّ الهذيان والهذر والتّخليط.
لأمرٍ ما كنّتِ العربُ البنات فقالوا: فعلت أمّ الفضل، وقالت أمّ عمرو، وذهبت أمّ حكيم، فليت كان عندنا بدل الجنرال والدكتور، امرأةً حاكمةً عاقلة ومُدبّرة كالبريطانية مارغريت تاتشر، أو الهندية إنديرا غاندي، أو المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، لما كُنّا ننتقل من مصابٍ إلى مصاب، ومن كارثة إلى أخرى، وهذا بعد حول الله وقوّته، بتخاذل ومخازي حُكّامنا الفاسدين.