في أمثالنا الشعبية، عندما يجتمع المكر والخديعة والخُبث (الشيطنة)، مع العناد والغباء والحُمق( البله أو الهبل) عند أحدهم أو إحداهن، يُقال بأنّ فلاناً أو فلانة يسوق (بالتّساوق) الشيطنة ( المُشتقّة من أفعال الشيطان) مع الهبل( أي الغباء والحماقة وعدم تقدير عواقب الأمور)، وهذه هي حال اللبنانيين اليوم مع حزب الله وحليفه الوثيق رئيس الجمهورية الجنرال ميشال عون، فحزب الله(حزب فائض القوة) لا يُوظّف قُوّتهُ وجبروته إلاّ في إذلال الشعب اللبناني الصابر المحتسب، ونهب خيرات البلد ودفعه نحو المزيد من الإنهيار المالي والاقتصادي والاجتماعي والسياسي والأمني، في حين يقوم حليفه الرئيس عون بكل ما يلزم في سبيل إنجاز هذه المهمات، وذلك بالعناد وتعطيل قيام المؤسسات الدستورية والإدارية والقضائية، والتّسبُّب بالمزيد من الخراب والدمار والإنهيارات الشاملة في أرجاء الوطن، تمهيداً لصدق نبوئته بذهاب اللبنانيين حثيثاً نحو جهنم وبئس المصير، وها هو بالأمس يُضيف إلى مآثره "الشيطانية" جريمة إضافية بعرقلة مهمة ثالث رئيس حكومة مُكلّف بتشكيل حكومة جديدة مُتعثّرة منذ أكثر من تسعة أشهر، .ويترك المواطنين اللبنانيين الصابرين فريسة الإنتظار والعذاب والإنهيارات الشاملة والإذلال والخوف والقهر، والأدهى من ذلك أنّه لا تخطر على بال الرئيس عون فكرة التّنحي، والإعتراف بالفشل الذريع الذي أصاب لبنان الكبير خلال توليه الحكم مع حليفه الأساسي حزب الله بدءاً من العام ٢٠١١( تاريخ طرد الرئيس سعد الحريري من السراي الحكومي)، وانتهاءً باعتلائه سدة الرئاسة الأولى عام ٢٠١٦ وحتى اليوم.
إقرأ أيضا : النظام الأسدي في سوريا..
كان الله بعون هذا البلد المنكوب والشعب المغلوب على أمره بفائض القوّة تارةً، وبفائض الغباء طوراً آخر،
لمّا مدح عتيبة بن مرداس عبدالله بن عباس، قال ابن عباس: لا أُعطي من يعصي الرحمن، ويُطيع الشيطان، ويقول البُهتان.