رأى الملحق العسكري في السفارة الأميركية في بيروت العقيد روبرت مايني في حديث صحافي لمناسبة عيد الجيش، أنّ "وجود جيش قوي في لبنان هو العنصر الأساس للأمن والاستقرار ليس فقط في لبنان إنما في المنطقة أيضاً"، مشيراً إلى أنه "من مصلحة جميع الأفرقاء، ومن اجل وجود مستقبل مستقر ومزدهر، أن يكون في لبنان شريك محترم للولايات المتحدة، كالجيش، يمكنها العمل معه".
وأكد أنه "منذ العام 2006، تخطى حجم المساعدات للجيش اللبناني 2.5 مليار دولار. وتضمنت ذخيرة، وأسلحة بحسب حاجات الجيش ومطالبه". وأوضح أنه "يتم التركيز في البرامج مع الجيش على 5 مجالات أساسية: أمن الحدود، والأمن البحري، وبناء المؤسسات الدفاعية، ونقل العتاد الدفاعي من حكومة إلى حكومة، ومكافحة الارهاب".
وأشار إلى انه "عادة ما يتم التركيز على مجموع الدعم للجيش، وهذا العام ارتفع دعم الولايات المتحدة له 15 مليون دولار، وهناك أيضا برامج أخرى يستخدمها الأميركيون لبناء قدراته. كما هناك مصادر تمويل أخرى تتعلق بتعزيز قدرات الاتصالات وقدرات التحرك أرضاً وجواً بالإضافة الى القدرات اللوجستية. فالموارد التي يملكها الجيش اللبناني، والتي تُقدم كمساعدات أميركية، تجعله أكثر فعالية". وأضاف "نحن نقوم بما يطلبه الجيش. فالمهم بالنسبة لنا هو ان نجد حلولا مشتركة ومتبادلة للقضايا التي تتطلبها علاقتنا لأنّ لدينا اهدافا مشتركة".
وقال: "عملتُ مع عدة جيوش في بلدان مختلفة، لكن لم أجد شريكا أفضل من الجيش اللبناني. أفراده متحمسون للتعلّم، لا بل يتعلمون بسرعة، عنيدون، منفتحون وشفافون في مناقشة المشاكل التي يمكن مواجهتها والتي يجب ان يتخطوها. هم شريك جيد".
وإذ أكد دعم الجيش، ولا خطط لوقف هذا الدعم، قال: "سأكون واضحاً عندما اتحدث عن الأسلحة. نحن لا نمدّ الجيش فقط بأسلحة هجوميّة بل بمعدات أساسية يجب ان تتوفر ضمن البنية العسكرية لأي جيش في العالم ليقوم بعمله وواجبه بالحد الأدنى. على سبيل المثال: في حزيران الفائت قدمنا له مساعدات بقيمة 55 مليون دولار هي عبارة عن ذخيرة وبعض الأسلحة لهدف محدّد بناء على طلب منه لاستكمال مهمات معينة، مثل تدريبات الجنود، والبقاء في جهوزية اذا اقتضت الحاجة. وبالتالي، يملك الجيش اللبناني مخزوناً من الأسلحة والذخيرة مثل أي جيش في العالم يُمكّنه القيام بمهماته الأساسية".
وأوضح ان "هذا النوع من التقديمات يساهم بتخفيف العبء عن الشعب اللبناني والحكومة اللبنانية، وفي الوقت نفسه، يتسنى للجيش استخدام الأموال التي تم توفيرها في أولويات أخرى، كالفيول والغذاء والأدوية والطبابة، للجنود في الخدمة الفعلية وللمتقاعدين وعائلاتهم".
ولفت المسؤول العسكري إلى أن "هناك عدة طرق لدعم الجيش، من خلال شركائنا الذين ينسّقون مع الولايات المتحدة على كيفية تقديم هذا الدعم"، مؤكداً أنّ "واشنطن شريك فاعل في عدد من المؤتمرات الدولية الداعمة للجيش اللبناني بما فيها المؤتمر الذي دعت إليه فرنسا. ونحن نتوق إلى مساعدة شركائنا في ايجاد السبل لتقديم الدعم للجيش. وقد ذكرت السفيرة الأميركية دوروثي شيا مرات عدة مدى أهمية مساعدة الجيش اللبناني بالنسبة لها ولشركائها. وهي تحاول أن تكون رائدة في ايجاد حلول خلاقة لإيجاد السبل التي يمكن ان تساعد الجيش اللبناني، ليس فقط كمؤسسة إنما كأفراد مع عائلاتهم".
وإذ أبدى ثقته بأنّ قيادة الجيش ستتخذ دائماً القرارات الصائبة، بشكل يسمح بمتابعة الدعم الأميركي للمؤسسة العسكرية، رد على سؤال: "إن متابعتنا للشعب اللبناني تؤكد أنّ الأغلبية الساحقة لديها ثقة بالجيش. غالبية اللبنانيين تثق بالجيش وتعتمد عليه، وهذا مصدر دعم ثابت لنا لأنه يطمئننا أننا نتشارَك مع مؤسسة موثوق بها". وأضاف "لا استطيع ان أفكر في مؤسسة أخرى في لبنان كانت قادرة على القيام بالمهمات التي قامت بها المؤسسة العسكرية بشكل افضل. اعتقد أنه يجب ان يكونوا فخورين بأنفسهم، وهم يعلمون تماماً ان المهمة لم تنته بعد، بل انها عملية مستمرة. وسنبقى على تعاون حتى نتأكد انهم قادرون على تأمين الأمن والأمان للشعب اللبناني بهدف تعزيز الازدهار".