تطورت سريعاً أحداث تونس الأخيرة بعيد تكليف الجيش بحماية الدولة من جماعة النهضة ووضع مرشدها قيد الإعتقال الجبري اذ سقطت كل محاولات الإخوان من زعزعة قرارات الرئيس قيس سعيد والتصدي للجيش وباتت النهضة أقلّ شأناً مما كانت عليه بعد انتفاخ انتخابي وورم سلطوي أفقدها توازنها المصطنع وكشف عن زيف دعواتها التونسية نحو مجتمع تعددي يثري الحريات وباتت مقولات الغنوشي الإستعراضية مجرد فلاشات دعائية بغية الوصول للسلطة ومن ثمّ التحكّم بالدولة وهذا ما حصل مع تمسكن الإخوان منذ سقوط نظام بن علي وتمكنهم بعيد الإنتخابات التي جعلت من حركة النهضة الحزب الأقوى في تونس والمتحكّم نهاراً بسياسات الدولة وبالليل بكواتم الصوت ضدّ المعترضين وبأمن البلاد والعباد لفرض سطوة وسيطرة النهضة بقبضتين مطبقتين على الأمن و السياسة .
بعد مناداة حماة النهضة للزود عن الغنوشي وقيادة الحركة الفاشلة لصعوبة الوقوف بوجه الجيش الذي يستند الى تأييد شعبي من كافة المستويات السياسية التونسية ولإستباق الجيش والشرطة بخطة محكمة شلّت يد النهضة بدأ " نهضاويون " بسياسة الإستبراء من الحركة إمّا مخافة من العقاب و إمّا لحماية أنفسهم استغلالاً لفرص مؤاتية لإعادة لمّ شمل الإخوان مجدداً وحاجة النهضة الى من يبقى حاضراً في المشهد التونسي بحجّة التنصل من أعمال النهضة الشريرة .
ثمّة خطوة مباشرة قامت بها حركة النهضة العاجزة لتهريب مرشدها راشد الغنوسي الى الخارج ويبدو أن هناك من يوفر لعملية تهريب الغنوشي الأسباب المطلوبة من قبل جهات خارجية ويبدو أن قطريين وأتراكاً يسهمون عملياً في إخراج الغنوشي من تونس فكانت حجّة مرض الغنوشي سبباً أولياً في الخطّة المعدة تمهيداً لتقارير طبية تستدعي نقل الغنوشي للخارج بغية المعالجة لفقدان المسشتفيات التونسية لأدوات المعالجة الطبية .
إقرأ أيضا : المقاومة الوطنية والمعركة النيابية
تفيد مصادر تونسية الى أن سرعة تدهور صحة راشد الغنوشي بعيد وضعه في الإقامة الجبرية فبركة واضحة ومسرحية فاشلة كونها تمثيل معتمد لدى جميع من يوضعون موضع الغنوشي ومن ثمّ كيف بات الغنوشي مريضاً وتستدعي حالته السفر ؟ وهومن كان يزأر النوّاب المخالفين له كالأسد الضار وكان يحكم تونس بمخالبه و أنيابه ويتحكّم بمؤسسات الدولة كافة .
لذا ترى هذه المصادر أن محاولة تهريب الغنوشي الى الخارج باتت مستبعدة في ظل وعي القيادة الرئاسية ووثوق الشعب بالجيش بعدم إبرام صفقة مع الدول المتدخلة لحماية الغنوشي من قوس المحكمة ومطرقة القاضي ومقصلة التاريخ الذي عاث فيه فساداً طيلة سنوات عجاف من حكم النهضة .
ربما يتمكن القضاء من محاسبة الغنوشي والحاشية الحافة بمقامه العلوي اذا ما حافظ الجيش على حماية تونس بعدم قتح الطرق الملتوية لتهريب شخصيات من مقام المرشد والمفتين تحت ذرائع متعددة ونتيجة لتدخلات خارجية تنصح بترك قيادات الإخوان مخافة الوقوع في ما وقعت به مصر بعيد إسقاط حكم الإخوان من خلل أمني هزّها ومازال يهزّها خاصة وان تونس غير قادرة في ظل ظروفها السياسية والإقتصادية على استقبال نيران الإخوان اذا ما اعتبروا تونس ساحة للجهاد وأفتوا بشهادة من يموت في تونس دفاعاً عن حكم الله .
إن عدم محاكمة راشد الغنوشي وإطلاق سبيله وفتح الباب أمامه للخروج سوف يبقي تونس رهينة النهضة التي تتغذى من خوف الآخرين منها لذا على الجيش أن يحكم قبضته بقوّة بوجه الإخوان انسجاماً مع العدالة المطلوبة لمحاكمة من سبب لتونس هذه الفوضى العارمة من الأمن الى السياسة الى الإقتصاد الذي جعل التونسيين مترحمين على بن على بعد أن سحبت النهضة النوى من التمر ولم تبق على شيء صالح للحياة .