تحول إسم المشروب الروحي "تيكيلا" المحرم شرعا لانه من المسكرات، حين ذكر في الفيديوات المسربة عن عرس ابنة النائب السابق في كتلة نواب حزب الله والمسؤول عن ما يسمى بملف اللاجئين في الحزب، الى ما يشبه الرمزية عن نفاق الاداء الفردي والسياسي لهذا الحزب، فقد إجتاح "تيكيلا العرس" الفضيحة، صفحات التواصل الاجتماعي، وبشكل ساخر واستهزائي للتدليل على أن مسؤولي الحزب يقولون للناس بالعلن خلاف ما يمارسونه في خلواتهم وبالسر.
وفي خضم موجة "تيكيلا" نوار الساحلي، خرج علينا نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم ب "تيكيلا" سياسي هذه المرة، فأطل بمقابلة تلفزيونية بمناسبة ذكرى الانتصار ومما جاء في سياقها ردا على سؤال عن رأي حزب الله بطرح الانتخابات المبكرة ؟؟ ، فكان الجواب بأن هذا الامر لا يعدو أكثر من تضييع للوقت، وبأن الناس قد أعطت توكيلها للنواب المنتخبين لمدة أربع سنوات، وبالتالي فما على الآخرين إلا إنتظار إنقضاء هذه المدة !!
الشيخ نعيم قاسم نفسه، ومن موقع مسؤوليته كنائب للامين العام ايضا، كان وقف في 24 \2 \ 2007، ومن على منبر حسينية البرجاوي في ذكرى (شهداء المعارضة الوطنية) مطالبا بضرورة الإنتخابات المبكرة، إلا أن الفرق يومها هو أن الاكثرية النيابية لم تكن في حوزة فريقه السياسي، وقال حينها بالحرف "..لذا عندما ندعو إلى إنتخابات نيابية مبكرة إنما نريد أن نصحح التمثيل الانتخابي"
إقرأ أيضا : بين إبنة نوار والميقاتي ودم الحسين
فهذا ديدن الاسلاميين، حين يكون الموضوع ينسجم مع مصالحهم الحزبية والشخصية، يكون هذا الموضوع عقلائي ووطني وإنساني وأخلاقي، فهو مستحب حتما، إن لم يكن واجبا، وأما حين يتعارض مع مصالحهم، فيتحول حينئذ إلى "مضيعة للوقت" ، وأمر غير عقلائي وبالتأكيد يصبح من المحرمات !
فحلالهم حلال حتى ولو كان "تيكيلا" او "تسمية فاسد لترؤس الحكومة" او من اجل الاحتفاظ بالاكثرية النيابية التي تخولهم الإمساك بمفاصل السلطة، فتكون عندئذ الديمقرطية واللجوء الى صناديق الاقتراع، فعل منسجم مع مفاهيم السماء ومع تعاليم الدين الحنيف.
أما في حال توقع خسارة الانتخابات، لهم او لحلفائهم، كما هو واقع الحال في الانتخابات القادمة، فتتحول العملية الديمقراطية إلى رجس من عمل الشيطان يجب اجتنابه والسعي الى إلغاء الاستحقاق النيابي حتى ولو كان السبيل لذلك عدم تشكيل حكومة جديدة والمزيد من تدهور البلاد والعباد، وهذا ما هدد به الشيخ قاسم بنفس المقابلة حين قال "إن لم تكن الاكثرية النيابية لنا، فإنها لن تكون لأحد "!!! وهذا أبشع أنواع ال "تيكيلا" .