شدّد رئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق، وئام وهاب في حديث تلفزيوني على أن "رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري لا يريد تشكيل الحكومة"، معتبراً أن "الحريري تصرف بقلة احترام عندما قدم التشكيلة اليوم لرئيس الجمهورية ميشال عون طالباً منه إعطاء الجواب غداً حول قبوله بتلك التشكيلة"، مؤكداً أن "عون سيرفض تلك التشكيلة".
وأوضح أن المشكلة التشكيل تبدأ "بأن الحريري لديه مشكلة مع السعودية ومن دون دعم السعودية لا يستطيع الحريري تشكيل الحكومة"، محذراً من أننا أصبحنا في قلب الإنهيار المالي والاقتصادي وليس على حافته، موضحاً أن "لا استقرارا في لبنان دون الاستقرار في سوريا وهذه هي معادلة الجغرافيا والتاريخ والمنطق، فلا استقرار في لبنان دون فك الحصار على سوريا، لافتاً الى أن "أمراء الحرب مستفيدون من الإنهيار".
واعتبر رئيس حزب التوحيد العربي "أن المشكلة الحقيقية تكمن في الحصار الأميركي على لبنان بهدف إضعاف "حزب الله" والذي حصل أن كافة المؤسسات انهارت وليس "حزب الله".
وحول تناول الشأن اللبناني في اللقاء الثلاثي السعودي – الأميركي – الفرنسي، أكّد وهاب أن السعوديين أبدو تجاوباً مع الأميركيين والفرنسيين بمساعدة لبنان بعد تشكيل الحكومة، كاشفاً أن دولة "الإمارات تحترم الدور السعودي في لبنان وتقف وراءه وأن السعوديين لا يردون أن يصل الوضع في لبنان الى الفوضى والدولة الى تحلل، خاصة وأن السعودية لديها مصالح في لبنان إتفقنا معها أم لا وعلينا احترام هذه المصالح مطالباً بذهاب فريق من المسؤولين الى السعودية للبحث في الوضع اللبناني، مشدّداً على أن "القرار الخليجي بشأن لبنان يجب أن يصدر من السعودية وباقي دول الخليج تقف وراءه".
وأوضح أن الحريري لديه ملفات مالية وجنائية في السعودية وهو متهم بملفات مالية هو والتويجري وأخذ أموال من السعودية لمشاريع في لبنان وبددها، وهو مطالب بتصحيح وضعه في السعودية".
وفي ما يتعلق بمبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري اعتبر وهاب أن تلك المبادرة هي في أن يقدم الحريري تشكيلته الوزارية وليس في تعجيل التشكيل لحفظ الاستقرار في لبنان".
وأيّد وهاب فرض العقوبات الأوروبية على كل المعرقلين لتشكيل الحكومة ومع حجز أموال كل الذين تعاطوا في الشأن العام وهربوا الأموال، معتبراً أن "سياسة فرض العقوبات قد تنجح لأن الجميع لديه مصالح مع الإتحاد الأوروبي، لافتاً الى أن "جميع القطاعات والمرافق اللبنانية بحاجة لإدارة أوروبية حتى تنهض"، مشدداً على أن "العقوبات قد تساعد في دفع عملية التشكيل".
وحذّر وهاب من أن"لبنان ذاهب الى التحلل والفوضى في كافة المؤسسات العامة وحتى في الجيش بسبب الإنهيار المالي والاقتصادي والمعيشي الحاصل اليوم"، داعياً الأوروبي للخروج من سذاجته في التعاطي مع ملفات المنطقة وبالتحديد سوريا، مؤكداً حاجة لبنان الى غطاء عربي والى حد أدنى من التنسيق المصري والسوري والعراقي والخليجي لتحقيق الاستقرار فيه وبدون الغطاء العربي وعودة الاستقرار الى سوريا لا استقرار في لبنان"، موضحاً أن "لبنان طوال عمره يسير عبر الوصاية الخارجية وليس الداخلية".
ورأى أنه إذا تمت المفاوضات السعودية الإيرانية بشكل ممتاز،وحصل تفاهم أميركي – إيراني حول الإتفاق النووي ومن بعده تفاهم سوري - سعودي ووتأمين منظومة أمن عربية، سيعود الاستقرار الى لبنان والأمن الى سوريا وكل المنطقة، مشدداً على ضرورة إنشاء منظومة أمن عربية لمنع التمدد التركي في المنطقة.
وفي جانب آخر، أكّد وهاب أن سلاح "حزب الله" هو لمواجهة الخطر الإسرائيلي ومساعدة الجيش اللبناني في التصدي للخطر الإسرائيلي لأن الجيش غير قادر على مواجهة الإسرائيلي بسبب ضعف سلاحه و"حزب الله" لديه علاقة بالصراع العربي – الإسرائيلي، موضحاً أنه "بعد الإنسحاب السوري من لبنان عمّت الفوضى بسبب سوء إدارة البلاد".
وأثنى وهاب على الموقف الروسي المتقدم في المنطقة موضحاً أن روسيا تحولت الى حليف جدي في الخليج وأنه "إذا حصل تفاهم روسي أميركي سنشهد إنفراجاً كبيراً في المنطقة"، بالرغم من وجود ضغط من الحزب الجمهوري على الرئيس بايدن ويحاولون الاستعانة ببعض الديمقراطيين للضغط عليه، لافتاً الى أن "التدخل الروسي في سوريا ساهم في إنقاذ كل المنطقة كما ساهم في إنقاذ التيار المعتدل في كل المنطقة وليس فقط في سوريا".
ورأى أن "الإنهيار الاقتصادي والمالي وفقدان الدواء سيؤدي الى إنفجار اجتماعي كبير، مؤكداً أننا "ذاهبون الى مرحلة صعبة وقد يصل الدولار الى 50 ألف ل.ل".
وفي ما يتعلق بصدور إتهامات جديدة في ملف تحقيق مرفأ بيروت، رأى وهاب أنه "دون وحدة المعايير في أسماء المتهمين سيسقط التحقيق، كاشفاً أن الإتهامات التي تصدر قد تكون بإيعاز ودعم خارجي".
وفي إطار لقاء خلدة شدّد وهاب على أن اللقاء هو لحماية الجبل بمساعدة الأجهزة الأمنية والجيش موضحاً أن الجبل سيبقى واحة أمان وأمن تحت المظلة السياسية المتواجدة فيه".