قال مصدر رفيع متابع لملف الاستحقاق الحكومي لـ»الجمهورية»، انّ العدّ العكسي لاتخاذ القرار المرّ قد بدأ، وانّ الرئيس المكلّف سعد الحريري بات على مسافة ساعات من اعلان موقفه في موضوع التأليف، والمرجح ان يكون الاعتذار. وبحسب هذا المصدر، فإنّ اللغط الذي حصل حول لقاء للحريري مع رئيس الجمهورية ميشال عون أمس، لا علاقة له بزيارة مصر التي لن تتدخّل بقرار الرئيس المكلّف، كما لن تدفعه الى اتخاذ قرار ما.
وحسب الرواية التي حصلت عليها «الجمهورية»، فإنّ حكاية الموعد بين عون والحريري بدأت مع تواصل حصل ليل الاثنين بين القصر الجمهوري و»بيت الوسط» لتحديد موعد للرئيس المكلّف مع رئيس الجمهورية، وكان الجواب انّ عون لديه مواعيد، على ان يتمّ صباحاً تحديد موعد اللقاء بعد اتفاق مبدئي على أن يكون ظهراً. وعندما تأخّرت دوائر قصر بعبدا صباح امس في تثبيت الموعد نهائياً، كان الحريري قد ارتبط بجدول مواعيد له، وخصوصاً مع الموفد الفرنسي باتريك دوريل فتعذّر اللقاء، بعدها اتصل الحريري بعون وأبلغه انّ هناك موعداً له مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي صباح اليوم الاربعاء، وأنّه سيتوجّه مساء الى القاهرة وفور عودته سيزور قصر بعبدا. وعليه، تمّ الاتفاق على تحديد موعد عند الساعة الرابعة بعد ظهر اليوم. وكشف المصدر، انّ الحريري سيقدّم لعون تشكيلة وزارية تحت مسمّى «آخر محاولة»، تتضمن بعض التعديلات في ما يتعلق بتوزيعة الطوائف على الحقائب، كوزارة الداخلية مثلاً التي اعادها الى الطائفة السنّية، في اعتبار انّ زمن التنازلات عنده قد ولّى، وفي حال لم يقبل عون بهذه التشكيلة، وهذا هو المتوقع، فإنّ الحريري سيذهب الى الاعتذار على ان يعلن موقفه غداً الخميس.
وقال المصدر، انّ العيون يجب ان تتجّه الآن الى مرحلة ما بعد الاعتذار، لجهة الاتفاق على رئيس حكومة جديد والاستشارات النيابية الملزمة، وماذا ستكون عليه الحكومة العتيدة، هل تكون حكومة انتقالية ام حكومة انتخابات؟ وهناك بعض الافكار التي اصبحت قيد التداول في هذا الشأن، ولكن في حينه يُبنى على الشيء مقتضاه.
إلى ذلك، رجحت مصادر سياسية مطلعة أن ينتهي حراك الرئيس سعد الحريري الخارجي والداخلي الى الإعلان عن إعتذاره، مشيرة الى أن التشكيلة التي سيقدّمها الى عون ستندرج في إطار الإخراج الذي يُمهّد للإعتذار.
وأشارت المصادر لـ»الجمهورية» إلى أن المساعي مستمرة لإقناع الحريري بأن يُغطي مَن سيخلفه في التكليف، موضحة أن الإسم البديل يجب أن يحظى بتوافق داخلي وآخر خارجي من قبل واشنطن والرياض وطهران وباريس حتى تكون هناك فرصة لنجاحه .
ولفتت المصادر إلى أنه اذا كان الحريري سيمتنع عن تسمية أو دعم الإسم البديل، فالمطلوب منه على الأقل أن لا يواجهه أو يعرقله.
وضمن سياق متصل، نُقل عن مرجع سياسي كبير قوله إنه كان يأمل في أن يكون متفائلاً، لكن الحقيقة المرّة هي أن الوضع لا يزال صعباً على كل الصعد.