الأكيد أن معزوفة الحصار أصبحت قديمة وبالية، ومن الطبيعي الإنهيار في ظل إقتصاد قائم على لا توازن بالميزان التجاري لا مثيل له عالمياً ومديونية هائلة مقارنة بدول العالم وفوائد خيالية على الودائع ليتكلل كل ذلك بنظام فاسد ومُفسد. الإنتخابات قادمة والحساب آتٍ لا محال، علينا تحكيم ضمائرنا ومحاسبتهم جميعاً ولفظهم خارج سلطة القرار من أجل بناء وطن للإنسان.
 

أذكر جيدا أيام دراسة المرحلة الإبتدائية وعند كل صباح، كنّا ننشد النشيد الوطني في ملعب المدرسة قبل الصعود إلى الصفوف وكانت المشاعر الوطنية الجياشة  تتحرك بداخلنا بالرغم من صغر أعمارنا وعدم معرفتنا وإدراكنا بما يحصل لهذا الوطن بسهله وجبله علماً اننا كنا تحت سلطة الإحتلال الإسرائيلي في الجنوب آنذاك... 

 

 

وبعد أن استفقنا من ذلك الحلم الجميل، لنكتشف أن: 

 

- شوارع الوطن وشواطئه تفيض بالنفايات على أنواعها


- صيدلياته فارغة من الكثير الكثير من الأدوية وبالأخص المزمنة منها


- كهربائه ٢٤/٢٤ شبه مقطوعة


- جباله تملؤها الكسارات حتى تم تدمير طبيعتها الجميلة 


- شبابه وشاباته وطاقاته تهاجر بوتيرة متسارعة 


- غلاء فاحش فاق قدرة اي مواطن على تأمين قوته اليومي 


- طوابير المحطات للحصول على المحروقات في كل المحافظات 

 

واللائحة تطول وتطول لنكتشف انه كان كابوساً وليس حلماً! 

 

من أوصلنا الى هذه الأزمات المفتوحة على كافة الصعد ليست الجيوش والمنظمات والوصايات التي إحتلتنا بالرغم من كل سلبياتها وظلمها وجرائمها... 

 

 

لكن منظومة المافيا والميليشيا وأمراء الطوائف في لبنان تفوقوا على كل ما سبق، وقد عاثوا بالأرض فساداً وخراباً وبفضلهم انتقلنا من إحتلال الجيوش إلى احتلال اصعب وأشد من قبل طبقة سياسية فاسدة وفاشلة. 

 

 

الأكيد أن معزوفة الحصار أصبحت قديمة وبالية، ومن الطبيعي الإنهيار في ظل إقتصاد قائم على لا توازن بالميزان التجاري لا مثيل له عالمياً ومديونية هائلة مقارنة بدول العالم وفوائد خيالية على الودائع ليتكلل كل ذلك بنظام فاسد ومُفسد. 

 

 

الإنتخابات قادمة والحساب آتٍ لا محال، علينا تحكيم ضمائرنا ومحاسبتهم جميعاً ولفظهم خارج سلطة القرار من أجل بناء وطن للإنسان.