شدد عضو "اللقاء الديموقراطي" النائب وائل أبو فاعور على "أهمية ألا تقف أي حصانة من أي نوع كانت سدا أو عائقا أمام التحقيق في انفجار مرفأ بيروت"، لافتا الى أن "هناك أسئلة كثيرة حول استثناء بعض المعنيين من الادعاءات التي حصلت لكن ذلك لا يعني القبول بأي حصانات كانت".
كلام أبو فاعور جاء خلال رعايته احتفال تكريم الناشطين في مواجهة وباء كورونا والعاملين في الازمة الاقتصادية والاجتماعية بدعوة من وكالة داخلية البقاع الجنوبي في الحزب التقدمي الاشتراكي والذي أقيم في مركز كمال جنبلاط الثقافي الاجتماعي في راشيا، بحضور النائب السابق أنطوان سعد، رئيس بلدية راشيا جو سعد، مدير كلية الصحة في الجامعة اللبنانية في راشيا الدكتور إحسان أيوب، وكيل داخلية التقدمي رباح القاضي، رئيس طبابة قضاء راشيا الدكتور سامر حرب رؤساء بلديات ومخاتير وأطباء وممرضات وممرضين وكوادر حزبية والفرق التي عملت خلال الازمة.
قدمت اللقاء زينة علبي ومسؤولة مكتب منظمة الشباب التقدمي في البقاع الجنوبي نورا حماد والقت عائشة زين الدين كلمة المتطوعين فركزت على دورهم الاساسي في مواجهة الازمة وجائحة كورونا، ثم تحدثت مسؤولة الاتحاد النسائي في البقاع الجنوبي رموز أبو لطيف باسم خلايا الازمة، وأشارت الى "الظروف الصعبة التي مرت ودور الاتحاد وخلايا الازمة في مواجهة وباء كورونا والازمة الاقتصادية والمعيشية" مركزة على "الدور الكبير للاتحاد من خلال معمل المونة والخياطة لتخفيف معاناة العائلات المحتاجة".
أبو شامي
ثم ألقى المدير الطبي في مستشفى راشيا الحكومي الدكتور ربيع أبو شامي كلمة الاطباء والفريق التمريضي، متحدثا عن التضحيات الكبيرة للجسم الطبي والمسار الذي اتخذته الجائحة في ظل ظروف صعبة ومواجهة الموت اليومي، وحيا أرواح شهداء جائحة كورونا من أطباء وممرضين وعاملين في الحقل الطبي والتمريضي، معربا عن قلقه الكبير إزاء "هجرة الاطباء الكبيرة الى الخارج بسبب الازمة الاقتصادية والمعيشية وعدم اكتراث الدولة لحقوق الاطباء والتدني الكبير في مستوى معيشتهم"، منوها ب"الجهود التي بذلها رئيس التقدمي وليد جنبلاط والنائب أبو فاعور في المنطقة".
أبو فاعور
وقال أبو فاعور: "ربما يكون هناك كثير من الاسئلة والشكوك المشروعة والمحقة وغيرالمشروعة وغير المحقة في مسألة التحقيق بانفجار مرفأ بيروت، وربما يكون هناك اسئلة كثيرة حول استثناء بعض المعنيين في الادعاءات التي حصلت، من وزراء سابقين ووزراء عدل أو غيره أو رؤساء جمهورية ورؤساء حكومات أو قضاة، وربما يكون هناك مناطق مظللة أو غير واضحة ومظلمة في التحقيق، ولكن لا يجب ان تقف أي حصانة أمام استكمال التحقيق، لا حصانة نيابية ولا غيرها وهذا ليس موقفا شخصيا من المعنيين بالتحقيق بل موقفا مبدئيا سنلتزم به في التصويت في المجلس النيابي، وربما ايضا تكون هناك بعض الشكوك، خاصة أن بعض الادعاءات أو الاستدعاءات قد ترافقت بحملة اغتيال سياسي كالتي طاولت اللواء عباس ابراهيم، والتي ربما تعبر عن أجندات أو استهدافات سياسية، ولكن أقول، ونتمنى كلقاء ديموقراطي، وقد أعلن رئيس اللقاء الديموقراطي النائب تيمور جنبلاط هذا الموقف، ان لا تقف أي حصانة من أي نوع كانت سدا او عائقا أمام التحقيق.
واضاف: "لو كنت مكان أي شخص ورد اسمه في التحقيق، لذهبت بنفسي الى التحقيق لكي أوضح الامور وأدفع الاتهامات عني"، متابعا "أمس في الاجتماع الذي عقد في هيئة مكتب المجلس النيابي مع لجنة الادارة والعدل قام عدد من النواب بالادلاء بآرائهم وبالمعلومات التي لديهم من الذين هناك استدعاءات بحقهم، وأكدوا ثقتهم ببراءتهم، فالمؤدى الوحيد لهذا الامر هو ان نذهب جميعا الى القضاء وان لا يكون هناك أي عائق امام استكمال التحقيقات لأجل جلاء الحقيقة احتراما لارواح الذين استشهدوا ولمعاناة الاهالي وآلامهم وعذاباتهم، الذين لن يشفي غليلهم إلا معرفة الحقيقة ومحاسبة المرتكبين والمقصرين".
وقال :"كل الشكر لكم على هذا الحضور، مررنا جميعا في اختبار صعب فكنا ننام وينام الموت على مقربة منا، ننام ولا نعرف على من يطلع او لا يطلع الفجر، كنا نقضي ايامنا نفكر ونسمع الاخبار نسمع في كل لحظة بخبر جديد فلان اصيب بالمرض واخر دخل المستشفى وفلان نقل الى العناية الفائقة واخر توفي واكثر اللحظات ايلاما كانت لحظة الدفن، من منا سيتجرأ ان يحمل الميت الى المدفن وعلى حضور المأتم او ان يخالط اهل الميت، مررنا باختبار انساني واجتماعي صعب، من الناحية الانسانية، بالتأكيد أساس المرض له منشأ علمي ثابت وان كان حتى اللحظة لم يكتشف هذا الامر ولم يتوصل اصحاب العلم الى التيقن من سبب هذا المرض، السبب علمي ولكن التدبير رباني، ولا يمكن ان يكون الذي حصل دون موعظة لاننا كمجتمعات قد بلغ بنا الغلو والمكابرة وما نسميه شوفة الحال، نحتاج الى ما يعيدنا الى ذواتنا وتواضعنا وخوفنا وقد حصل هذا الامر واعتقد بأنني أعطي دائما المثال عن هذا الخوف من المجهول والاعتراف بعدم قدرة العلم وعدم قدرة القوة المادية مهما بلغت من مدى على مواجهة كل المخاطر وما تأتي به الحياة، إن رئيس اميركا ترامب هذا الرئيس الذي كان بإمكانه ان يفني نصف العالم بقرار واحد او بكبسة زر واحدة، بلغ به الخوف من المرض كما يبلغ لاي مواطن عادي في أقصى أقاصي الارض".
أضاف: "كانت الموعظة في هذا التكاتف والتعاضد في هذه الوحدة الانسانية والاجتماعية التي ظهرت في مجتمعنا، ولولا هذا التكاتف والرحمة التي عملنا بها جميعا والتي تطوع الكثيرون منكم للكثير من الاعمال، لما كان لنا ان نقطع هذه المرحلة الصعبة".
وأعرب عن شكره لفريق الاطباء الذين واكبوا المرضى ومنهم الاطباء ربيع ابو شامي ، ناصر رافع، سامر حرب، ماجد أبوحلا، سميح زين الدين، خالد الحكيم، هشام نصر، مدير مستشفى راشيا الحكومي ياسر عمار وكل ادارة وطواقم المستشفى، شادي ابو مالك.
وقال أبو فاعور: "الاختبار الذي مررنا به غير مسبوق ولم يأت مثله وقد لا يأتي بعد ذلك مثل هذا الاختبار، لولا الذين تطوعوا وجاهدوا من أطباء وممرضين ومتطوعين سواء في بنانا الحزبية او خارجها وفي الكشاف التقدمي والاتحاد النسائي ومنظمة الشباب التقدمي وعدد كبير من المتطوعين والمتطوعات واخص منهم بشكل أساسي فريق الدفن، حين وصلنا الى مرحلة نحتاج فيها الى من يملك شجاعة دفن شخص متوف، كان تحديا وخيارا فيه مخاطرة واقتحام أسوار الموت والمرض".
وتابع: "التحية لكم جميعا رفيقات ورفاق لكل رئيس بلدية ومجلس بلدي ولكل مختار ومدير فرع واعضاء وكالة الداخلية والمعتمدين على كل هذا الجهد لتمر هذه المحنة ونتمنى ان نكون قد عبرناها، ولكن المحنة تمر وتبقى الموعظة في تعاطينا الاجتماعي حيث اظهر مجتمعنا في هذه المحنة افضل ما لديه من ارادة الخير التي ظهرت من الجميع وهي الكنز الاساسي، واحييكم واشكركم باسمي وباسم الحزب ورئيسه وليد جنبلاط وأنحني امامكم بكل خشوع ومحبة على كل ما قمتم به".
ونبه ابو فاعور الى ان "المحنة لم تنته بعد والمرض يتجدد بأشكال جديدة، وفيما نحن رجعنا الى الحياة الطبيعية من اختلاط ومصافحة لكن يجب ان نحافظ على اصول الحماية الصحية" داعيا الى "عدم العودة الى حياتنا وممارستنا السابقة انطلاقا من المنزل ومحيطنا واصدقائنا"، مشددا على "استخدام الكمامة والتعقيم لانه فعليا لن نستطيع ان نعود كما كنا وفي لبنان بدأت الحالات بالارتفاع".
وفي الجانب التربوي ذكر ابو فاعور أن "التسجيل في شعبة كلية الصحة والتمريض والقبالة القانونية في الجامعة اللبنانية في راشيا يبدأ في 15 تموز حتى نهاية الشهر الحالي"، مشددا على ضرورة التسجيل ومنوها ب"وعي الطالبات والطلاب لاهمية هذه الاختصاصات وحاجة سوق العمل لها".
وإذ كرر شكره لكل الحاضرين والمكرمين ولفريق الواجب الزراعي والتمريضي والهندسي، والخدمة المنزلية وفريق "انتو بركتنا" ومشغل الصابون ولكل الفرق العاملة في الاتحاد النسائي والكشاف والمنظمة ومركز حرمون وكافة القطاعات، أمل أبو فاعور ان "لا نخضع قريبا لامتحان او اختبار شبيه في حياتنا كي لا نستنفر ونعيش التجربة نفسها"، مضيف "كلي ثقة واطمئنان ان هذا المجتمع الخير قادر على القيام بكل ما يلزم لاظهار افضل ما لديه، وكان الشهيد كمال جنبلاط يقول "الرحمة لا تنزل الا على الذين يقدمونها او يبذلونها تلقائيا"، وانتم قد بذلتم هذه الرحمة لانفسكم ومجتمعكم وعائلاتكم فكل الشكر لكم جميعا".
وختم الاحتفال بتوزيع شهادات تقدير على المكرمين.