فرضَ ارتفاع سعر صرف الدولار المستمر نفسه على المشهد المعيشي، حيث انتقل من عتبة الـ19 الف ليرة امس الاول الى ملامسة سقف الـ20 الف ليرة امس. ومع استمرار انهيار الليرة، واصلت اسعار السلع ارتفاعاتها الجنونية في الاسواق، التي شهدت اضطرابات لجهة التسعير، ولجوء بعض المحال الى الاقفال بانتظار المحطة التي قد يتوقف عندها الدولار للتمكّن من تسعير السلع. وبالتوازي مع رفع الدعم، يبدو انّ مشهد الجحيم الموعود صار وشيكاً أكثر مما يظن البعض، والمأساة على قاب قوسين أو أدنى.


وفي السياق، وفي قراءة لأسباب انهيار سعر صرف الليرة في الايام القليلة المقبلة، يشرح خبير مالي لـ»الجمهورية» انّ انهيار العملة الوطنية لا يحتاج الى اسباب تبريرية، اذ انّ الوضع السياسي والمالي والاقتصادي كما هو اليوم كفيل بضمان استمرار انهيار الليرة بشكل دائم، وربما تصاعدي.


ولاحظ الخبير انّ الارتفاع الجديد يتزامن مع تدفق اللبنانيين العائدين من الخارج، بما يعني دخول دولارات اضافية الى السوق، ومع ذلك يستمر الدولار في الارتفاع بما يؤكد انّ الأزمة أعمق من مجرد ضَخ كمية من العملة الصعبة، لأنّ الليرة فقدت قيمتها، وبات الطلب على الدولار أكبر من كل الترقيع من هنا وهناك.


ورأى الخبير انّ الطلب الاضافي على الدولار في هذه الفترة قد يكون مرتبطاً باستمرار المصارف في شراء الدولار تمهيداً للبدء في تنفيذ التعميم 158، والبدء بدفع 400 دولار شهرياً لكل مودع تنطبق عليه شروط التعميم المذكور.