الصورة عن لقاء وزير المالية غازي وزني مع السفير الفرنسي المكلف تنسيق المساعدات الدولية للبنان بيار دوكان وحذاءه لم تكن لتوثّق صورة عابرة للقاء سياسي بقدر ما توثّق الحال التي وصل إليها أهل السلطة وأزلامها في نظر المجتمع الدولي، وهي تختصر بلا أدنى شك النقمة الدولية العارمة على المسؤولين اللبنانيين لرفضهم الوصول إلى تفاهمات تقي اللبنانيين شر الأزمة والإنهيار.
الصورة هي النسخة الثانية لموقف السفيرتين الفرنسية والأميركية بوجه رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب الذي يرفض حتى الآن التئام حكومته للإنتقام من الطبقة السياسية التي سهلت استقالته بعد انفجار الرابع من آب، خرج دياب من اجتماعه مع السلك الديبلوماسي في لبنان ليكيل الاتهامات للمجتمع الدولي والدول الصديقة بحصارها للبلد في سابقة لم تعهدها العلاقات الديبلوماسية بين البلدان، وحسان دياب هو نفسه يمتنع كيديا عن عقد جلسة لحكومته لتصريف الأعمال والوقوف على ما يمكن فعله لحل الازمة ولو بالحد الأدنى.
حذاء السفير هو موقف يضاف إليه أحذية جميع اللبنانيين واقدامهم بوجه هذا الطقم السياسي البشع الذي فعل فعله باللبنانيين وكاد كيده بالبلد حتى أصبح لبنان كله مادة للسخرية والتهكم وعرضة لكل أشكال التدخل والإملاءات الدولية وغير الدولية.
إقرأ أيضا : الحريري الفاشل اعتذر أولا من اللبنانيين!!
منذ أشهر والمجتمع الدولي ينادي بضرورة التوافق الداخلي وتجنيب لبنان المزيد من المآسي والإنهيارات، منذ أشهر والمناكفات السياسية الداخلية بين عون والحريري وباسيل والحريري حول الحكومة وتزداد المناشدات الدولية بضرورة الأسراع دون أن يرف لهم جفن، وتزداد الطوابير والازمات ويزداد الإنهيار دون أي خطوة جدية للمعالجة حتى يأتي اليوم ويتبجحون بالحصار للهروب من المسؤوليات ومن مسببات الازمة ومسببات الإنهيار التي تطالهم واحدا واحدا بالأسماء والأحزاب.
هذا الإنهيار سببه السلطة البشعة والأحزاب البشعة، سببه المافيات السياسية الممسوكة بيد الزعماء أنفسهم ممن يمسكون بمقاليد النفط والدواء والسلع وغيرها من حاجات اللبنانيين، وهم أنفسهم سلطة الإحتكار، هم أمراء الحرب وهم أيضا أمراء الإنهيار ويستحقون بوجههم حذاء السفير وأحذية اللبنانيين وأحذية العالم كله لما فعلت أيديهم بهذا البلد وشعبه وناسه.
إقرأ أيضا : خطابات النفط والبنزين!!
لولا خزيكم ونفاقكم وعاركم وافعالكم لما تجرأت علينا الدول ولا السفير ولا السفيرتين، لكنكم حثالة والحثالة تستحق أن ترمى بالأحذية وأن ترمى بالقمامة والتوبيخ لأن فعالكم فاقت كل التصورات ولا يمكن لأحد أن يتقبلها، وبالتالي نحن نستحق بل نريد وصاية دولية للإنقاذ ووصاية عربية للتغيير لأن السيادة معكم نهب وسرقة ولأن السيادة معكم حرمان من أبسط الحقوق ولأن السيادة معكم ذل وجوع وانهيار، ولأن السيادة في نظركم هي حكم المافيات والميليشيات، ألا تبا لكم ولسيادتكم.
نحن نفهم السيادة اللبنانية بالدولة الحرة المستقلة بالدولة النظيفة، بدولة القانون والمؤسسات ولم نستطع ان نستعيد هذه الدولة بالثورة لأنكم اقوى بالبطش والقمع والسلاح ولكن سنستطيع بالوصاية، الوصاية التي تنحاز إلى الشعب اللبناني ومصالحه بعيدا عن جشعكم وطائفيتكم وشركاتكم.