في تقرير نشرته صحيفة "ليبراسيون" (liberation) الفرنسية، يقول الكاتب فلوريان غوتيير إنه بعد إجراء التجارب السريرية على لقاحات كورونا قبل اعتمادها رسميا أوضحت المختبرات المختلفة أن الفعالية متقاربة بشكل عام بغض النظر عن العمر أو الجنس أو الأصل العرقي للمشاركين في التجارب.
لكن من الملاحظ أن الدراسات والتجارب لم تكن فيها جميع الفئات العمرية ممثلة بالتساوي، ففي التجارب المتعلقة بلقاح "أسترازينيكا-أكسفورد" (AstraZeneca-Oxford) -على سبيل المثال- كان 6% فقط من المتطوعين فوق 70 عاما.
ونتيجة لذلك، يعد تقدير معدل فعالية اللقاح "حسب العمر" أمرا مشكوكا فيه -حسب الكاتب- لأن عدد المشاركين الكبار في السن منخفض، وقد حاولت بعض الشركات تدارك الأمر في وقت لاحق وإجراء تجارب أكثر على الأشخاص الأكبر سنا للتوصل إلى نتائج أكثر موثوقية.
وفي الآونة الأخيرة، أجريت العديد من الدراسات لتقييم مدى الاستجابة المناعية للقاحات الحمض النووي الريبوزي المرسال (فايز-بيونتك ومودرنا) لدى الأشخاص المسنين الذين تلقوا جرعتين، وقد كانت نتائج بعض المتطوعين تشير إلى أن تكوين الأجسام الضمادة قد يكون أقل مع التقدم في العمر.
وأظهرت دراسة ألمانية نشرت في نهاية أبريل/نيسان الماضي حول عدد الأجسام المضادة التي تتعرف على بروتين السنبلة (Spike) في فيروس كورونا لدى 93 متطوعا تقل أعمارهم عن 60 عاما و83 شخصا فوق سن الـ80 أن مستويات الأجسام المضادة ضعيفة لدى المشاركين الأكبر سنا بعد حصولهم على جرعتين.
وبعد تلقيهم الجرعة الثانية من التلقيح لم تكن لدى 31.3% ممن تجاوزوا الـ80 أجسام مضادة محايدة، مقابل حوالي 2.2% في المجموعة الأصغر سنا.
وفي دراسة أجريت في أميركا الشمالية ونشرت في يونيو/حزيران الماضي وشملت أشخاصا تلقوا اللقاح منذ 6 أشهر لاحظ الباحثون أن الأجسام المضادة لدى معظم المشاركين تقريبا تمكنت من منع البكتيريا أو الفيروسات من الوصول إلى الخلية المستهدفة بغض النظر عن العمر.
في المقابل، أكدت الدراسة أن مستويات الأجسام المضادة كانت أقل لدى الفئات العمرية الأكبر سنا.