قال الشاعر:
لكلّ داءٍ دواءٌ يُستطبُّ به
إلاّ الحماقة أعيتْ من يُداويها.
من أسوأ ما ارتكبه الرئيس حسان دياب من حماقاتٍ طوال فترة حكمه الميمون، كانت دعوته بالأمس سفراء الدول العربية والأجنبية إلى السراي الحكومي، ليتلو عليهم بياناً يفضح بلا لُبس، خزي الطبقة السياسية الفاسدة التي تحكم هذا البلد المنكوب وعُريها، وهو الآن في صميمها منذ أن ارتضى لنفسه أن يكون دميةً في يد الحلف الثلاثي الجهنّمي (الثنائية الشيعية والتيار الوطني الحر)، هذا الحلف الذي يُطبق على مفاصل الدولة اللبنانية المتهالكة ومؤسساتها، منذ أكثر من عشرسنوات، والرئيس دياب لو لم تبلغ به الحماقة هذه الدرجة من الإبتذال واستخفاف عقول الدبلوماسيين الأجانب، لما دعاهم ليشكو لهم سوء الحال والمآل، ويُناشدهم إنقاذ البلد المشرف على الهلاك، في حين تكمن العلّة في أروقة القصور الرئاسية والسراي الحكومي، ولو كانت قد بقيت عنده بقيّة من الحصافة والحياء، للاذَ بالصمت والسِّتر، ألم يدعو الحديث الشريف المؤمنين الذين ابتُليوا بالمعاصي إلى التّستّر؟ بلى، إلاّ أنّ فضيحة دياب بالأمس كانت مُدوّية، عندما تكفّلت بالرّد عليه سفيرة فرنسا في لبنان، ففنّدت أباطيله وأباطيل الطبقة السياسية الفاسدة التي ما زالت سادرةً في غِيّها وفسادها وتعطيل البلد، ونشر الفقر والبطالة والجوع والحرمان والإذلال، ردّت السفيرة الفرنسية بالذات، لأنّ رئيس بلدها إيمانويل ماكرون كان قد زار لبنان مرتين العام الماضي بعد انفجار المرفأ في الرابع من شهر آب عام ٢٠٢٠، باذلاً قصارى جهده لمساعدة لبنان واللبنانيين المنكوبين، وتجميع ما يمكن من قدرات دولية لنجدة الوطن اللبناني وشعبه الصابر المحتسب، وبفضل رعونة وغباوة ودناءة الطبقة السياسية الحاكمة، ذهبت جهوده هباءً، ودخلت البلاد في دوامة لا متناهية لتأليف حكومة جديدة، استعصت طلاسمها على أشهر العرّافين وأعتى الدُّهاة.
إقرأ أيضا : هويّة في منزلة الصفر..
قليلُ من الحياء يا دولة الرئيس دياب، كل ما هو مطلوبٌ منكم ومن أعضاء حكومتكم المستقيلة عن القيام بواجباتها وأبسط مهامها، هو الصمت حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا، بحقّ هذا الشعب الصابر البائس.