عبرت زيارة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني «خفيفة ونظيفة»، فالتقى فور وصوله رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قبل ان يزور بري والحريري.

 

وفيما دام لقاؤه مع عون أقل من ثلث ساعة، لم تمرّ زيارته لبري لأكثر من ربع ساعة، فيما كانت له جلسة طويلة مع الحريري امتدت لساعة، حيث تركّز البحث على ما لم يتناوله في اللقاءين، من دون الدخول في اي تفاصيل، لتعطي انطباعاً انّ الزيارة عابرة ولا تحمل اي مبادرة استثنائية.

 

وقد تبين انّ ظرفاً عائلياً كان سبباً اساسياً خلفها في هذا التوقيت، إذ انّ الوزير القطري حضر للمشاركة في مراسم دفن والدته التي كانت مقيمة في لبنان ومتزوجة من لبناني، من دون أن يعني ذلك انّ الزيارة خلت من البعد السياسي والاقتصادي الذي حضر خلال لقاءاته مع رئيسي الجمهورية ومجلس النواب والرئيس المكلّف سعد الحريري.

 

الى ذلك، قالت مصادر واكبت الوزير القطري، انّ عبارة «جاهزون للمساعدة» هي جلّ ما سمعه الرؤساء الثلاثة، من دون ان يشير الى مبادرات أو مساعٍ يمكن أن تقدّمها قطر لحل الأزمة الحكومية.

 

ورأت المصادر وبعضها معني بالملف الحكومي، أنّ الزيارة أُعطيت أكثر من حجمها، وهي في جزء كبير منها مرتبط بواجب عائلي في بيروت، مؤكّدة أن لا تأثير أو ربط مباشراً بين لقاءات الوزير القطري وما يمكن أن يقدم عليه الرئيس المكلّف، والذي أصبح وشيكاً. ففي معلومات «الجمهورية»، أنّ يوم الجمعة سيكون حاسماً بالنسبة اليه لجهة اتخاذ قراره، ومن المرجّح أن يكون إعتذاراً.

 

وأضافت المصادر: «انّ قطر يهمّها رؤية لبنان وشعبه مستقراً ومرتاحاً، لكن يبدو انّ لا قرار بأن تلعب قطر ولا أي دولة اخرى حالياً دوراً في حل ازمة التأليف الحكومي، فلبنان لا يزال متروكاً وخارج الاهتمامات والأوراق على طاولة المفاوضات بين الدول، وما قيل من أنّ هذه الزيارة القطرية هي نتاج اللقاء الثلاثي في روما، هو كلام مبالغ به».