"كارثة انفجار المرفأ المروّعة" زرعت الانتفاضة في نفوس الجيل الصاعد الذي رفض الانصياع والاستسلام للواقع المذري فحاول التمرّد بشتى الوسائل المتاحة على الظلامية التي تخيّم على بلده لبنان الذي يقبع في غرفة العناية الفائقة.

وتمثال "عروس بيروت" من إبداع الأخوان هاني وحبيب سيمون تبشراني في شارع باستور في منطقة الجميزة يشكل عيّنة عن قوّة التغيير والأمل بالمستقبل المزدهر التي من الممكن أن يمنحها عنصر الشباب اللبناني لأبناء الوطن المنكوب.

 

وانطلاقاً من ذلك، تواصل موقع "الجمهورية" مع ابن بتغرين هاني تبشراني الذي أوضح أن "فكرة تصميم التمثال ولدت بعد تفقد الدمار الهائل الذي تكبدته أحياء العاصمة بعد انفجار بيروت الدامي والرغبة بمساعدة الأهالي المتضررين على النهوض من الحالة الأليمة التي ألمت بحياتهم فجأة"، مشيراً إلى أن "عروس بيروت ولدت كـ"فشة خلق" ونسجت عبر الموهبة المعمارية التي نملكها".

 

ولفت تبشراني إلى أن "عروس بيروت هي تلك المرأة البيروتية المليئة بالحياة التي انتفضت على مصائبها وجراحها من تحت الردميات وأعادت نسج ثوبها وصناعة تاج من الزجاج المكسور ليكلل رأسها لتمنع نسيان ذكرى ضحايا انفجار المرفأ في 4 آب".

 

"أمّا الهدف من التمثال الرمزيّ فهو الإصرار على عدم نسيان الذكرى الأليمة وإتاحة فرصة للمواطنين لإضاءة الشموع على نية الضحايا المحفورة أسماءهم على الحجر"، بحسب تبشراني.

 

...وأخيراً تبقى الرسالة المنشودة من هذا الإبداع حث الشعب اللبنانيّ على عدم الانصياع لقدرهم الأسود لا بل الانتفاضة ومواجهة الألم بالأمل.