توصلت دراسة إلى أن الأطفال الذين يبدون أكثر استمتاعاً بالخدع السحرية يصبحون أطفالًا أكثر فضولًا، وربما يكونون أيضًا أكثر ذكاءً.

بحسب ما نشرته "ديلي ميل" البريطانية، درس باحثون من جامعة جونز هوبكنز في بالتيمور فضول الأطفال من سن 11 شهرًا إلى ثلاث سنوات.

 

 

اهتمام بالألعاب السحرية
اكتشف الباحثون أن الأطفال، الذين أبدوا اهتماما بالألعاب، التي تحتوي على حيلة ما لتبدو وكأنها خدعة سحرية مثل كرة تظهر وكأنها عبرت من خلال الحائط، هم نفسهم الذين لفت انتباههم ألعاب أو حيل مماثلة عند إعادة اختبارهم بعد 6 أشهر. كما لاحظ فريق الباحثين أن هؤلاء الأطفال، الذين بدوا مفتونين بمثل هذه الخدع السحرية، أصبحوا أطفالًا أكثر فضولًا عند مرورهم باختبارات المرحلة الثانية من الدراسة.

 

من جهتها، قالت ليزا فيجنسون، أستاذ علم النفس بجامعة جونز هوبكنز وباحثة مشاركة في الدراسة، إن هناك صلة ما بين فضول الطفل واهتمامه بالحيل السحرية، إلى ذلك يمكن أن تكون تلك الصلة بمثابة دلالة يمكن من خلالها توقع مدى فضول الطفل بعدئذ أثناء مرحلة ما قبل المدرسة، ومن الممكن أن يتم توقع "أن الطفل اعتبارًا من سن الثالثة سيكون في حال جيد بشكل خاص ويمكنه تعلم الكثير عن العالم"، بفضل ميزة الفضول.

 

 

نهج غير كلاسيكي
لم يُعرف الكثير عن الفضول في العقل قبل اللفظي (مرحلة ما قبل بدء الطفل إجراء أحاديث)، حتى الآن، حيث تمت أن دراسة مثل هذه الظاهرة كانت تقتصر في الغالب على الأطفال الأكبر سنًا والبالغين.

وفقًا للبروفيسور فيجنسون وزملائها، كان الدافع وراء إجراء هذا البحث هو تخطي الإحباط المستمر من النهج الكلاسيكي لدراسة إدراك الرضع.


 

تنوع فردي
بدأ الفريق البحثي بفرضية تشكك في تفسير الخبراء بسرعة فقد اهتمام بعض الأطفال بالألعاب السحرية أو المفاجئة بأنهم ربما كانوا، على سبيل المثال، جائعين أو مشتتين. وطرح الباحثون فرضية لاستكشاف ما إذا السبب يرجع إلى عنصر تنوع فردي له معنى في الواقع، وربما يكون أحد الدلالات على أن الأطفال الذين يهتمون بالألعاب غير التقليدية "يستجيبون للعالم بشكل مختلف".

 

 

بعد 6 أشهر
توصل الباحثون من خلال التجارب على أطفال بعمر 11 شهرا وبعد أن بلغ عمر 17 شهرًا كان لديهم نفس الاهتمام بالألعاب التي تبدو سحرية أو تتضمن أحداثا مفاجئة. كما لاحظوا أن الأطفال الأقل فضولًا يميلون إلى البقاء غير مهتمين بحلول وقت الاختبار الثاني بعد 6 أشهر.

 

بسبب جائحة كورونا، اقتصر الجزء الأخير من الدراسة، الذي يتعلق برد فعل الطفل بعد بلوغه عامه الثالث، على إرسال استبيانات موحدة إلى والدي كل طفل، ممن شملهم البحث، لمعرفة ما إذا كانت الاختلافات السابقة في الأطفال تنبئ بالتفكير في المستقبل.

 

حل المشكلات
أشارت النتائج إلى أن الأطفال، الذين سبق لهم التحديق لفترة أطول في الألعاب والأشياء التي قد تبدو غريبة أو مفاجئة أو سحرية، هم من يميل الآباء إلى تصنيفهم على أنهم أكثر فضولًا في البحث عن المعلومات وحل المشكلات.

ويرى الباحثون أن هذا هو نوع الفضول الذي من المرجح أن يساعد الأطفال في التعرف على العالم من حولهم.