اذا تابعتَ مواقع التواصل الاجتماعي , وبعض المواقع الالكترونية الاخبارية وغيرها , اول ما يصدمك هو كمية هائلة من الشتائم تنهال من جماهير ما يسمى مقاومة او جبهة الممانعة على اي رأي يخالفهم , أو أي نقد يوجه لهم , ويجهد هذا الجمهور بإبتداع فنون السب والشتم بطريقة تدل على مستوى أخلاقي هابط جدا , إن دلّ هذا على شيء فإنه يدل على ارباك وتوتر يعتري القاعدة الشعبية لحزب الله لما يرتكبه الحزب من جرائم في سوريا لا تليق بالمقاومة وأخلاقياتها المعهودة . فقد إنزلقت المقاومة الى معركة طائفية كما أراد لها العدو الصهيوني بطريقة غير مباشرة , وهو الان يرقص طربا لإنشغال حزب الله عن جبهته التي تنعم منذ عام 2006 م بهدوء أشبه بالهدوء الذي ساد على جبهة الجولان لأربعين عام .

من المعروف ان القاعدة تقول : ان الشتيمة سلاح الضعيف الذي لا يملك حجة وليس لديه برهان على ما يدعي , فلذلك لا يحتاج صاحب الحجة القوية الى الشتم والسب والاتهام , بل فقط يحتاج الى ابراز دليله وحجته , فإن ثقافة الشتيمة التي تسود وتسيطر على عقول جماهير المقاومة يدل على ضعف في الحجة التي يطلقونها دفاعا عن مشاركتهم في معركة ضد الثورة السورية وأهلها , ووقوفهم مع النظام الطاغية الظالم الذي قتل من شعبه آلاف حتى الان .

الملفت للنظر ان هذه الجماهير التي تجيد السب والشتيمة تتمسك بالتديّن كسمة لها , وترفع عن الاخر صفة التدين , فإذا كان هذا السلوك اللاخلاقي يعود للدين الذي يحملونه فتلك كارثة بنيوية يتحمل مسؤوليتها الدين ,ويمكن ان نقول ان الدين الذي يحملونه ليس دين الله ودين محمد (ص) , بل هو دين رجال دين دجالين يترأسون تلك الجماهير ويثقفونهم تلك الثقافة التي تسئ للدين , فلذلك نحن نقول بأن الدين برئ منهم كبراءة الذئب من دم يوسف , لأن المتدين عندما لا يتحلى بالقيم الاخلاقية ويمارس كل ما هو لا أخلاقي يسيء للدين أكثر من غيره .

من هنا نوجه كلامنا الى زعماء هذه الجماهير ونقول بأنه عليكم الحفاظ على جماهيركم بتحصينهم بثقافة أخلاقية تعترف بحق الاخر بالتعبير عن رأيه , لأن الثقافة التي تسود الان سوف تجعل هذه الجماهير وباء على المجتمع المتعدد والمتنوع , وبالتالي سوف تكون مرضا في الجسم اللبناني يسعى الكل للتخلص منه , او تصبح معزولة عن محيطها الاجتماعي كعزلة البعير المعبد .