برِىء لبنان بُرؤ ً تاماً بعد صلاة قداسة البابا وصلة التشافي والتعافي هنا معنوية كونها آتية من قدّيس أمرضه مرض لبنان فطلب الرب ليشفيه مع قبيل من أهل الكنيسة الذين شدّدوا رجاءهم خلف أقربهم من صاحب الرجاء ويبدوا أن الصلوات لا تذهبُ مذهب الريح ولا هي زبدُ أدعية تذهبُ جُفاءً ولكنها تمكث كالنافع من الإبتهلات التي تفوح منها روائح البخور وما في القلوب من عطور.
يقيناً نطمئن نحن المؤمنيين بأن الصلاة استجابة وخاصة اذا كانت على نيّة مريض أو فقير أو معوّزاً وصاحب عاهة ولا حول له ولا قوّة ولا سبيل غير سبيل الصلاة التي تؤمها جماعة الدين لا جماعات الدنيا .
لذا وصلتنا صلاتهم الشافية وما فيها من عفّة وطهارة تقرب القداسة وتستجيب لها الملائكة الموكل اليها أمر تلبية كل داع دعا الله بشفافية الكاهن الذي احتبر بعد أن اختبر الحياة وزهُد فيها مريمياً على تواضع و خشوع .
التفاتة صاحب القداسة للبنان لا تُثمّن وهي تؤكد أهمية اللبنانيين عند الفاتيكان ولكن هل تكفي الصلاة وحدها لحلّ مشكلة أذلّت المؤمنيين وأذابت شموعهم ووضعتهم على أبواب دور العبادة يترزّقون من مال السماوات بعد أن كانوا داخل محاريبها يشكرون نعمة الله عليهم ؟
إقرأ أيضا : الشعب كلب الأحزاب
لأن البابا يملك أقوى سلاح في الأرض وهو سلاح السلام يستطيع أن يعطينا السلام صلاة وخبزاً مغمّساً بنبيذ من عصارة دم الأنبياء فنصحو من سكرة السلطة وعصبية الطاعة ولا نقف أمام موقع طائفي هنا وموقع طائفي هناك كجنود مجنّدة للدفاع عنه رغم ما فيه من عيوب ومن مفاسد ومن طغيان واستبداد وما يعترض كلياً مع جوهر المسيحية وجوهر الإسلام .
حماية المسيحيين كما المسلمين ليست بالوقوف خلف كرسيّ المسؤولية لحمايتها بعد أن دُمر لبنان الذي تغنيتم به أمام العالم وجعلتموه على مثال الدول المتقدمة وكاشفاً في جماله عن قبح أنظمة العرب من المحيط الى الخليج .
إن الدعوة الى تصحيح المسار اللبناني عموماً ، والمسيحي خصوصاً لما يحمل من خصائص مقيمة في مسام الجسم اللبناني، من قبل الحبر الأعظم والتزام الرعية بتوجهات الراعي الأكبر لخلق حيوية مسيحية منسجمة مع العقلية البابوية المنفتحة على خيارات تضع لبنان داخل بيئته العربية من حيث هو رسالة سلام معادية للحروب ولنتائجها المدمرة وهو رهان يكبر بإستمرار مع بروز أهمية لبنان عند الكنيسة البابوية ومع كل صلاة نجدّد الدعوة الى تنشيط الخيار المسيحي وفق الإعتدال البابوي كي تقوم قيامة لبنان بعد صلبه ألف مرّة من قبل أفراد وتيّارات سياسية متطرفة رهنت المسيحيين لصالح مشروعاتهم الفئوية و الشخصانية وهذا لا يعني أننا نستثني المسلمين الذين رهنوا أيضاً المسلمين لصالح مشروعاتهم العائلية والحزبية ولكن وقفة الصلاة البابوية الماردة بوجه رياح الموت الخبيثة والمحيطة باللبنانيين تدفع الى ضرورة قيام المسيحيين عموماً و الموارنة خصوصاً الى تحسين خياراتهم السياسية لأنهم لم يعد يحتملون رهانات خاسرة لم تجلب لهم سوى الدمار والويل والثبور وعظائم الأمور.