في برنامج عشرين ثلاثين على قناة Lbc، الذي يُديره الإعلامي ألبير كوستانيان، والذي استضاف في حلقته الأخيرة حنا غريب (أمين عام الحزب الشيوعي) والخبير الإقتصادي توفيق كسبار، والخبير الإقتصادي رامي كيوان، والنقابي أديب أبو حبيب، في النقاش يُصرّ السيد غريب على نهج وسيرة مطاردة الأمبريالية الأميركية، التي وحدها أعاقت، وما زالت تُعيق قيام الدولة الديمقراطية العلمانية التقدمية، والتي لا يرى غريب مناصاً من قيامها لنُصرة العمال والفلاحين وسائر فئات الشعب الصابر، المغلوب على أمره، والذي يُعاني سكرات الفقر والبطالة والجوع والحرمان والإذلال، وعندما حاول الخبير الاقتصادي توفيق كسبار وضع اليد على الجرح اللبناني النازف، بالإشارة إلى الطرف الفاعل والمُسبّب الأساسي للإنهيار الشامل والدمار الفاضح في الشأن العام والخاص، وهو "الإحتلال" الإيراني بواسطة حزب الله، وحسب تعبيره طبعاً، انتفض السيد حنا غريب كعصفورٍ بلّلهُ المطر، وقاطع مُحاورَهُ كسبار، داعياً إياه إلى عدم "تصغير" الأمر الجلل، وتضييع ما يجب أن لا نحرف الأنظار عنه وهو" قيام الدولة الديمقراطية العلمانية التقدمية، اللاطائفية، وكأنّ هذه الدولة الغير موجودة إلاّ في خيال القيادة الحالية للحزب الشيوعي اللبناني، يمكن لها أن تتعايش مع "دولة" حزب الله القائمة حاليّاً بقوّة وجدارة، بسلاحها "الشرعي" ومالها "النظيف" وجبروتها وجبروت حلفائها، وفي مقدمهم الرفيق التقدمي الاشتراكي اللاطائفي حنا غريب، حليف الرئيس الروسي بوتين، وارث شيوعية لينين وستالين التاريخية التي أبادها الله في غفلةٍ من الزمن، وداعم "الرأسمالية" الصينية وريثة ماوتسي تونغ.
إقرأ أيضا : حين يأمرك السّيد يا باسيل: ألقِ عصاك واخلع نعليك، ستمتثل صاغراً.
ينتفض غريب مُستنكراً التّعرّض لدور حزب الله الحاسم في حماية الفساد والاستبداد، ونهب المال العام، وحماية التركيبة السلطوية القائمة على المحاصصات وتهديم أركان النظام والكيان، لا يرى غريب دوراً ما لحزب الله في حماية "الطّغمة" المالية وِفقَ أدبيات الحزب الشيوعي التاريخية، والتي يبدو أنّ غريب لم يستوعب منها حرفاً واحداً، فسلامٌ على شيوعيّي تلك الأيام، أيام الشيوعيّين المناضلين الشرفاء، قبل أن يحلّ الأمين العام السابق خالد حدادة بإغماءته التاريخية، والأمين العام الحالي و"صحوته" الدائمة في مقارعة الأمبريالية الأميركية، في زمن الأمبرياليّات الإقليمية الناشئة.