هل بدا الجيش السوري الحر  بالرد ميدانيا على مواقف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ، وآخرها ما قاله بالأمس لمناسبة عيد المقاومة في مشغرة ؟؟ للوهلة الاولى ، كل أصابع الاتهام اتجهت الى هذا الجيش في واقعة اطلاق الصواريخ ، صباح اليوم على منطقة الشياح في الضاحية الجنوبية ، هذه الواقعة التي تعتبر الاولى منذ حرب المخيمات .
اما اذا أراد المراقب أخذ مسافة من التروي قبل اطلاق الأحكام ، فيمكن للكثير من القراءات ان تظهر على بساط التحليل ، إذ ما المانع من ان يتلطى اكثر من طرف وراء الجيش الحر ، بهدف خلق البلبلة وإثارة الفتنة في ساحة هشة كالساحة اللبنانية ، واذا عدنا بضعة ايام الى الوراء ، الم
يعلن الجيش الحر ان لديه معلومات تفيد بان ثمة من يحضر لتنفيذ تفجيرات في مناطق الضاحية الجنوبية ، بهدف التغطية على معارك القصير ، وكي يقال ان الجيش السوري الحر وراء التدبير لها ؟؟ ، اضف الى ذلك ، فقد توقفت الأوساط عند مكان العثور على المنصتين اللتين 
أطلقت منهما الصواريخ ، والذي استطاع الجيش اللبناني تحديده بسرعة ،  وهو بقعة حرجية 
غير مأهولة في قلب الجبل ، بين بلدتي بسابا وعيتات ، واقعة في منطقة تقطنها اغلبية من طائفة معينة ... 
 في كل الأحوال ، يبدو ان الذي خطط لهذا العمل ، هدف الى ضرب عدة عصافير بحجر واحد ، كما اشار عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي عمار ، ففي حين كانت الأنظار تتجه الى الشمال ، والى وقائع القتال في مدينة طرابلس ، والذي حصد اكثر من ثلاثين قتيلا منذ يوم الأحد الفائت ، استفاق اللبنانيون اليوم على صدى اخر لأصابع الفتنة ، وهو استهداف الضاحية ، بالصواريخ ، في محاولة لجر هذا البلد الى دابر الاقتتال والحرب مجددا ، والتخفيف ، ربما ، من وطأة الأنظار 
المسلطة على الوضع السوري ، ومآسيه اليومية ، كما انه يأتي قبل يوم واحد ، من انعقاد جلسة لمجلس وزراء حكومة تصريف الاعمال ، والمنتظر منها ان تحسم الامور ، فيما يتعلق بقانون الانتخاب ، مع العلم ، ان ًصواريخ الضاحية ً اليوم ستفرض خيار التمديد للمجلس النيابي كواقع لا محالة منه ، في تطابق لا مثيل له ، مع رغبات معظم القوى السياسية النافذة على الساحة المحلية .  
ترى ، هل تدفع هذه اللحظات الحرجة والدقيقة ، التي يمر بها لبنان حاليا ،  بهذه القوى ، الى استشعار ووعي خطورة المرحلة ، والى زيادة ًالعقالً ، كما قال وزير الداخلية مروان شربل ؟؟