أضاف الوزير السابق جبران باسيل في مؤتمره الصحافي بالأمس، إلى سجلات الفشل وتخريب النظام والدولة، وتعطيل مؤسساتها، جملةً من الأكاذيب والتّرهات، وبعض "العنتريات" حول حقوق المسيحيين والشراكة "الوطنية"، والتي نصّب نفسه حامياً ومُدافعاً عنها، إلاّ أنّ أطرف وأعجب ما جاء به بالأمس، أنّه وضع مستقبل الدولة والدستور وتأليف حكومة جديدة ومصالح المسيحيين، وانتشال لبنان من أزماته الحالية الخانقة، في عهدة الصديق الوفيّ السيد حسن نصرالله أمين عام حزب الله، السيّد الذي حمل عمّه الرئيس عون إلى سدة الرئاسة الأولى، ولو كره الكارهون، والسيد الذي غطّى وتجاوز عن سيئات باسيل وأشباه باسيل، ونشر عباءته عليهم مُعلناً الويل والثبور وعظائم الأمور على كلّ من تُسوّل له نفسه المسّ بهيبتهم، أو زحزحتهم عن مناصبهم وامتيازاتهم، في حين ترسّخت قناعة معظم الفرقاء السياسيين والمسؤولين، وعامّة الناس، أنّ علّة العلل في لبنان ومصدر أزماته، لا مصدر فرَجه وتعافيه، تتركّز عند السيد حسن نصر الله وحزبه وسلاحه غير الشرعي، وهيمنته على مفاصل الدولة اللبنانية المتهالكة، وبناء "دولة" بديلة ظلّت تتضخم وتزداد عُتوّاً وعلوّاً، حتى نالت من هيبة الدولة الشرعية، وأوهنت قواها، وشلّت قدراتها.
إقرأ أيضا : زيارات خلّان الصفا إلى البياضة لا تمسُّ بسمعة المادة ٥٣ من الدستور.
نحن نعلم ولربما باسيل يعلم، بأنّنا واثقون أنّ السيد حسن نصرالله يستطيع أن "يفُك" رقبة باسيل، ورقبة كلّ من يُعطّل أو "يتآمر" على مصالح إيران ومصالح تيار المقاومة والممانعة في لبنان، فما جاء به باسيل بالأمس لا يعدو كونه كذبة موصوفة، لا تنطلي على أحد، فأنت يا سيد باسيل خادمٌ مطواع بين يدي السيد نصرالله وحزب الله بالأمس واليوم وغداً، قبل أن تظهر بلباس الخشوع والتقوى، والنزول عند إرادة وليّ أمر البلد حزب الله، فعندما يحين الوقت المُلائم لمصلحة تيار المقاومة والممانعة بتأليف الحكومة الجديدة، حينها فقط يأمرك السيد نصرالله: ألقِ عصاك واخلع نعليك، وستجدك عندها صاغراً "ذميّاً"، لا كما تدّعي سيّداً حُراً لا يُقرعُ أنفه.