انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي تعميم لحزب الله على مناصريه حول الازمة الراهنة جاء فيه :
بموضوع موقف حزب الله من الازمة الحالية بين الرئيسين بري وعون .
الحالة لم تصل لمرحلة خصام وطلاق بين عون وبري ، والحزب لا يتصرف بانفعال وليس مطلوب منه اتخاذ موقف مع او ضد .
الحزب تربطه بالتيار الوطني الحر وثيقة تفاهم ، وقواعد ميشال عون الشعبية على الصعيد المسيحي تمثل اكثر من ٦٠ ٪ .
والحزب تربطه بحركة امل علاقة مصير ومسار وإخوَّة وجهاد واهداف موحدة .
لذلك لا يمكن للحزب ان يتصرف الا كوسيط لمقاربة وجهات النظر ولتيسير تشكيل الحكومة في ظل العهد الحالي .
لمن لا يفهم هذه المعادلة نقول له :
هناك محاولة اميركية اوروبية لتعويم دور جوزف عون قائد الجيش اللبناني وتقديمه على انه حامل عصا موسى للحلول السحرية ، هذا بالعلن اما بالخفاء فهناك محاولة لدس الجيش بمواجهة المقاومة ولاعلان انقلاب او حكومة
طواريء عسكرية …
وفي هذه الحالة لا يمكننا معاداة الاكثرية المسيحية .
على الطرف المقابل ، هناك محاولة لشق عصا الشيعة ومحاولة لايجاد فتنة بين الحركة والحزب ، وكما تعلمون هناك عدو على الحدود متربص بنا جميعاً وينتظر اي فرصة مؤاتية للانقضاض علينا .
وفي هذه الحالة كيف سيكون وضع المقاومة ؟
حزب الله يا اخوان لا يدعم فاسد ولا يناصر فاسد ، والحزب يشعر باوجاع الناس وباوضاعهم ولذلك هو حاضر ويقدم كل امكاناته في سبيل التخفيف عن الناس وسط هذا الغلاء الفاحش واحتكار التجار ونقص المواد الطبية والغذائية
وانقطاع الفيول والوقود وغيرها .
ولكن هذا الحزب يعمل بالرؤى الاستراتيجية وبالاولويات ، فأي تقصير او قلة تدبير في هذه الظروف هو اهون بكثير من حرب وفتنة بمواجهة الجيش اللبناني او حركة امل .
وصمت الحزب وسكوته عن الفاسدين في الظروف الراهنة لا يعني انه غير مهتم باوضاع الناس ، وهذا لا يعني انه ضد محاسبتهم ، لذلك يدعو الحزب الى تشكيل حكومة والى انقاذ ما يُمكن انقاذه قبل وصول البلد الى حافة الهاوية .
اذن الاولوية الان للحفاظ على السلم الاهلي وتشكيل حكومة وانقاذ البلد …
فلو سمحتم ، انتبهوا لهذا الواقع جيداً ، لان محاولة سد ثقب في السفينة مهما كلف يبقى اهون من غرقها .
ولمن لا يعلم
هناك في لبنان منظمات فلسطينية ولبنانية تكفيرية من طراز داعش والنصرة ، وهناك اكثر من مليون سوري معارض للنظام وحاقد على حزب الله ثلاثة ارباعهم قادرون على حمل السلاح ، وهناك احزاب لبنانية تابعة لاميركا وتعمل
بأوامرها ، وهناك قيادة حالية للجيش اللبناني مشكوك بأمرها ، وهناك ابراج مراقبة بريطانية والمانية واميركية على الحدود اللبنانية السورية . وهناك انقسام طائفي عامودي وافقي وفي جميع الاتجاهات … فماذا تريدون من الحزب
؟
ان يناصر بري على عون او العكس ؟
ان يواجه الجيش اللبناني ؟
ان يكون شريكاً بالفتنة وبالحرب الاهلية ؟
ان يشتبك مع حركة امل ؟
واذا صمت وسكت يُصبح راضٍ عن الظلم والفساد ؟
ما هكذا تُورد الابل
اتركوا سيد المقاومة يتصرف بحكمته وبتدبيره يرحمكم الله …
اي كلام خارج سياق الرؤى الاستراتيجية هو كلام مرفوض ومردود …
راية حزب الله هي راية ايمانية مهدوية وهي تعمل وتسعى للتوطئة وتحضر وتستعد لازالة الكيان الغاصب من الوجود وتمهِّد لقدوم ولي العصر ( عج ) .
واي تطاول على هذه القيادة غير مسموح به او اي سباب او شتيمة او اتهام هو افتراء باطل محض دونه ما دونه من مسؤولة ومساءلة ووقوف بين يدين الله .
وكل من يشكك بسماحة السيد فليراجع ايمانه وعقيدته وحساباته قبل فوات الآوان .
اتقوا الله واصبروا ، فالسيد صادق الوعد قالها قبل فترة : لن نسمح بتجويع وتركيع شعب المقاومة …
والسيد انذرهم قبل فترة بأنها فرصتهم الاخيرة وإلاَّ …
وجميعكم تعرفونه عندما يرتفع عنده منسوب الغضب وعندما برفع اصبعه او عندما يضرب بقبضته على الطاولة .
الكرة في ملعبهم وليست في ملعبنا ، المقاومة تنتظر وتتابع وتدقق وهي حاضرة لتسهيل الامور ولانقاذ البلد ، اما اذا كابروا ورفضوا وتعنتوا واصروا على طغيانهم ، فهذه المقاومة ستهدم اعمدة الهيكل فوق رؤوس الجميع وهي قادرة
على ذلك بعون الله .