ساع الخليل الأول على نيّة التشكيل وساع الخليل الثاني على نيّة التعطيل أو تساوقا معاً رغبة في الولادة المتعثرة لحكومة حريرية – عونية تبصر طريق الإصلاح والفلاح أو ان الأول على عجل منه لإنجاح مبادرة دولة الرئيس بري في حين أنّ الثاني على غير عجل ينتظر الدخان الأبيض كيّ يصعد من فيينا لذا يشدّ الأوّل حيّله ويرخي الثاني حيله وثمّة قال وقيل في دوري الخليلين الذين لا يفوتان فرصة ويعملان في ساعة سويعاء وجهراً وتحت جنح الظلام مابين الحريري وباسيل لكيّ جرح الخلاف بين الإثنين ولكن لا حياة لمن تنادي .
زحمة الإسئلة اللبنانية حول دورالخليلين تشكيكاً أو تأييداً تبقى وحدها المطروحة في ظل تراجع الجميع وعدم إمكانية أيّ جهة غيردولة الرئيس بري على اجتراح حلول ولعب الدور المطلوب لصناعة حكومة مؤقتة تلبي الشروط المطلوبة فرنسياً وهذا بحدّ ذاته تعبيرعن حيوية متوفرة فقط في التشكيل الشيعي الذي يملك عروض الحلول والضغط كي تُقوم قيامة ساعة الحكومة من هنا تأتي زيارات علي حسن خليل وحسين خليل متصدرة للمشهد السياسي دون غيرهما وكأنه اعتراف لبناني جازم بمقدرة جهتي الحاجين الخليلين وحدهما على التأليف وعلى التشكيل معاً .
من هنا تأتي الشكوك والطعون من اللبنانيين بنوايا كل من الخليلين طالما أنهما يملكان سياستي العصا والجزرة وثمّة استحالة تُذكر لبقاء جبران باسيل معرقلاً اذا ما أراد خليل حزب الله تلين موقف حليفه بالطريقة التي يفهمها جبران ويعرف تماماً مغبّة العصيان على حلّ الخليل كما أن هناك استحالة اخرى لبقاء الحريري متمترساً خلف شق الخلاف مع رئيس الجمهورية اذا ما أراد خليل حركة أمل الضغط عليه لأن قوّة الحريري المتبقية مأخوذة من رصيد الرئيس بري إلاّ أن الرئيس الحريري ولعلمه المسبق بنهاية دوره اذا ما فشل في حكومة طوارىء يصمد ولأوّل مرة في تاريخ تجربته أمام رأي وموقف خاصة وأن علامات التشجيع عربياً غير متوفرة لذا يتدلل على التشكيل باعتباره انتحاراً وقد انتحر ما فيه الكفاية .
إقرأ أيضا : من قتل الثورة.. الشيعة والدروز أم الموارنة و أهل السنة ؟
ثمّة من يفوّت على الرئيس بري فرص مبادراته ويسهم تيّار جبران باسيل في ذلك معتمداً على حاجة الحُجّاج اليه في تركيبة التحالفات ذات المصالح المشتركة وهذا ما يجعل من يد نبيه بري مغلولة الى عنقه لإلتزامه بقسم غليظ على وحدة الثنائي الشيعي ومن خلالها على وحدة الطبقة السياسية التي وفرتها الطوائف والتي تملك وحدها سلطة الإستقرار اذا ما تعاونت حكومياً لإصلاح ما خربته إيماناً منه بقدرة المخربين على الإصلاح لعلمهم المسبق بمكامن التخريب وتعاوناً مع الخارج من دول عربية وغربية تقف بشكل مباشر وغير مباشر خلف هذه الطبقة السياسية وهي دول غير راغبة بتغيير هذه الطبقة أو من ينتج هذه الطبقة وهو النظام الطائفي.
بعد اجتماع الحريري بالمجلس الإسلامي واستعراضه مع سماحة المفتي أسباب التأخير في التأليف وبعد بيان سماحة مفتي الجمهورية حول عدم المسّ بصلاحيات الرئيس المكلف ثمّة رسالة مسهمة في التعقيد طالما أنّ رسالة صلاحيات الرئاسة الأولى قد أرسلت مراراً وتكراراً ووصلت لكل معنى وهذا ما يجعل الرئيس بري أمام عاصفة الصلاحيات ما بين الأولى والثالثة وتبقى سعة حيلة بري مرجوة في هذه الظروف وهذا ما يجعل من مساع الخليلين نوعاً من تساقي النديمين لشاي مرّ .