صار الوقت، أن نرى بالعينين ـ التنتين ـ ليس هناك ـ باء تجر وباء لا تجر !
نحن نتماشى معكم بأنَّ لبنان يحتاج إلى ضمير، ولا يحتاج إلى قوَّات ولا خوَّات، قد شغفنا كثيراً بمُزوَّقات الألفاظ ومُنمَّقات الكلام، ولكن قلَّة قليلة من يريد لبنان دولة الأعمال والمؤسسات بصدق وصادق الفعال.
نحن لبنانيون منذ النشأة وقبل نشوء حزب الله، ونحن شيعة في الأمور العقدية قبل أن تحوِّل إيران ـ بحسب الزعم ـ لبنان إلى مقاطعة، ولا ضير في الإنتماء الديني والعقدي إلى المرجعية الروحية في أي بلدٍ كانت، وهذا ديدن الطوائف في لبنان تاريخياً ومن حقهم ذلك، فهل في لبنان طائفة ليس لها إنتماء ديني وروحي وعقدي؟ لكن أن يتحوَّل الإنتماء إلى مشروع سياسي على حساب البلد فهذا هو الرفض بعينه؟.
لا نريد الإسترسال في نشوء المقاومة نتيجة احتلال الجنوب الذي كان بتآمر دولي وإهمال عربي، وأن مسؤولية إزاحة هذا العدو هي مسؤولية لبنانية بالدرجة الأولى، وكان العدو يقتل ويدخل القرى ويحتل من دون أي رادع، ووقتها كانت النداءات من إمام المقاومة السيد موسى الصدر بضرورة الدفاع عن الجنوب، وأعلن يومها الإضراب الشهير في أيار سنة 1970 مطالباً بعدم إهمال الجنوب وضرورة الدفاع عنه وعن سكانه، ولم تلقَ تلك النداءات أي صدى، وتخلَّت السلطة اللبنانية عن الواجب في مجال الدفاع، وبدأت المقاومة وتمكنت بفضل المؤمنين والمجاهدين في التصدي للعدوان ومنع تصفية المقاومة، ومنع التقسيم، وخلق دويلات وإسرائيل جديدة، وستبقى هذه الدماء هي الضمانة الأولى والأخيرة لحفظ هذا البلد.
إقرأ أيضا : في ذكراك الأربعين سيدنا الأمين
نحن لبنانيون منذ النشأة وبعد نشوء حزب الله، ولنقل أن حزب الله دخل السلطة وبحسب الزعم سيطر على كل تلابيب الدولة، هنا الخلاف لا يمنع من الإنصاف، قبل ذلك الزعم، ماذا فعلت القوى والأحزاب والزعامات سوى التغنِّي بالوطنية في الأندية، وترنَّمت بالأناشيد في الشوارع وأخذت تحدو باسمها في الحفلات الباهرات، وتمكنت من جمع العقارات والبنايات الشاهقات، وحولت الدولة إلى كانتونات ومزارع لحفظ الزعامات ولم تتمكن من إقامة دولة تحفظ البلد وسكانه، وبقيت تتغزَّل بالحرية كل صباح ومساء، وبدأت بنظم الأناشيد الإستقلالية والقصائد الغرَّائية، وبقيت النفوس غير أبية وغير حرَّة، فكانوا أرقَّاء من أجل البقاء.
صار الوقت أن نتكلَّم بلغة واحدة، لمنع استمرار النظام الطائفي الهش الذي يتقاسم فيه الجميع وطنهم وفقاً للنسبة المئوية أو الدولة التي تحمي الطائفة أو الطائفة التي تصبح دولة.
دلني على جهة ليس لها ارتباط سياسي خارجي؟ بكل صدق المشكلة هي ان حزب الله اصبح قوة ، والفشل كان الطريق لكم أن تتمترسوا حول تلك القوة وأخذها ذريعة لعدم قيام الدولة.
صار الوقت للحاجة إلى حوار وطني داخلي غير طائفي من دون شراكة لأي جهة خارجية للأقل أن نبقى نتنفَّس لعل ذلك يكون بصيص أمل للخروج من هذا النفق المظلم، وإلاَّ سنبقى أحياء يتنفسون، وفي كل وادٍ يهيمون، وصدق الله، وحفظ لبنان..