في معرض توصيفه للمشهد الحكومي والسياسي، قال مصدر مسؤول لـ«الجمهورية»: «لبنان في وضع مرَضيّ، فعندما يقرّر المسؤول، أيّ مسؤول، ألّا يستحي ويفعل ما يشاء، وعندما يحترف هذا المسؤول الدجل السياسي ويمتلك جرأة الاستهانة ببلده، والتضحية بشعب منكوب ومختنق، لقاء مصلحته ومكاسبه الذاتية، يُصبح من الغباء المفجع، الرهان على هذا المسؤول بأن يكون أميناً على البلد، وصانعاً لحلّ، أو شريكاً صادقاً في صياغة مخرج لعقدة مقفلة، او عاملاً مساعداً في إطفاء نار الأزمة».

 

ويلفت المصدر المسؤول الى انه «في تاريخ الأزمات في لبنان، لم يسبق له أن عاش هذا البلد في عتمة سياسية كمثل الحال التي يعيشها في هذه الفترة، ولم يسبق له أن خَبِرَ أسوأ من هذه المجموعة الرديئة التي تقبض عليه؛ مجموعة لا مثيل لها في أي مكان على امتداد الكرة الارضية، قرّفت العالم كله قبل اللبنانيين بها، و»شرشحت» الحياة السياسية بما تستبطنه من كيد وحقد وعداء تجاه بعضها البعض؛ مصالحها فوق كل اعتبار، وما عداها فليجرفه الطوفان، وإن حصل واتفقت أطرافها تحاصص بعضها وتسرق البلد ومقدراته، وإن اختلفت تخرّب البلد وتمنع عليه الضوء والهواء وتخلّع أركانه وتهدمه على رؤوس ابنائه، على ما هو حاصل في هذه الايام في صراع الثيران المحتدم على حلبة التأليف، والذي على ما يبدو أعدم كل سبل التفاهم على حكومة!

 

ويقول: هذه هي صورة بلد يختنق، وصُنّفت الأزمة التي تضربه، أسوأ وأخطر الأزمات في العالم، فيما صراع الثيران السياسية في ذروة التصعيد، وبوقاحة بَشعة، يمعن في شد الحبل أكثر فأكثر على رقبة البلد وأهله، وأطراف هذا الصراع كما بات جلياً، تجمعهم ارادة تخريب وإحباط أيّ جهد أو مسعى لإطفاء ازمة البلد، ونقله البلد الى برّ الأمان؛ تجاهلوا نداءات المجتمع الدولي، قفزوا فوق كل جهد ونصيحة القريب والبعيد من الصديق والشقيق، ونَسفوا المبادرة الفرنسية، وها هم اليوم يكمّلون ورشتهم التخريبيّة بمحاولة نسف آخر فرص الإنقاذ التي تتيحها مبادرة بري. وتَموضع كلّ منهم خلف متراسه، يتبادلون لغة حربيّة، ويوجّهون من خلالها أقذع المفردات والتعابير والرصاص السياسي الحَي على الرأس مباشرة وتحت الزنار.