بات بوسع اللبنانيين الصابرين الغافلين(وفي الصميم منهم أهل الشيعة)، أن يُعلنوا صراحةً وبصوتٍ عالٍ: بئس هكذا مقاومة، يا ليتها لا كانت ولا عاشت، بعد أن اقترنت بالفقر والعوز والبطالة والجوع والحرمان والإذلال أمام محطات الوقود، والسعي وراء حبّة دواء غير موجودة، وللتّذكير فقط، كي لا يُقال بأنّنا نفتري على المقاومة وقادتها، فعندما اندلعت شرارة انتفاضة السابع عشر من تشرين الأول عام ٢٠١٩، سارع سيّد المقاومة والممانعة(السيد حسن نصرالله أمين عام حزب الله) لِنُصح المُنتفضين بالإقلاع عن مغامرتهم، ومسح عثنون ذقنه مُخاطباً إياهم: لن تحصلوا على شيء، وأركان النظام والسلطة الذين تُطالبون بإسقاطهم، لن يُصيبهم مكروه، ولن يُضارّوا بشيئ، وكأنه كان يُلمّح لاستعداده إلى حمايتهم ومنعهم من السقوط، وهذا ما أفلح فيه، وتباهى بذلك أكثر من مرّة، عندما هدّد بالنزول للشارع، وهذا ما فعلته الثنائية الشيعية بالفعل مع حليفها التيار الوطني الحر، فجابت الدراجات النارية الساحات والشوارع حرقاً وتخريباً وترويعاً، ولاقاهم بعض "اليساريّين" الذين ختم الله على قلوبهم وأعمى أبصارهم، فنقلوا المعركة والتّحشيد أمام المصارف، مُنادين بسقوط حكم المصرف، وكأنّ المصرف المركزي هو الحاكم! لا السادة الرؤساء والنواب والوزراء المُتربّعين على كراسيهم منذ أكثر من ربع قرنٍ من الزمن.
إقرأ أيضا : يُسأل جان عزيز عن عهد عون البائس، فيُجيب عن عهد باسيل الفاشل.
نعم، بئس المقاومة والممانعة التي تُساهم بجدٍّ ونشاطٍ في تخريب النظام وتهديد الكيان، وبئس قادتها الذين يذهبون "صاغرين" لاستجداء رضا وموافقة صهر الرئيس عون الوزير جبران باسيل كي يسمح بولادة الحكومة العتيدة، وليتهم يفلحون، لهان المُصاب.
أفلا تخجلون، أفلا ترعوون، ولِمَ لا تقتدون بسيّد شهداء الثورة الذي قال في كربلاء: هيهات منا الذلة، ولن أُعطيكم بيدي إعطاء الذليل، ولن أُقِرّ لكم إقرار العبيد.
قالوا: كان عامر بن كُريز يُحمّق، قال عوانة: قال عامر لأمّه: يا أُماه، مسَسْتُ اليوم برْدَ العاصّ بن وائل السّهمي ( بُرد: جمع بردة، وهي كساءٌ مُخطّط يُلتحفُ به)، فقالت: ثكلتك أمُك ، رجلٌ بين عبدالمطلب بن هاشم وبين عبد شمس بن عبد مناف، يفرح أن تُصيبَ يدُهُ برْدَ رجلٍ من بني سهم.