قدّر تقرير للبنك الدولي أن تكون تحويلات المغتربين حول العالم قد إنخفضت بنسبة 2.4% في العام 2020 إلى 702 مليار دولار من 719 مليار د.أ. خلال العام 2019، إلا أن البنك الدولي أشار إلى أنّ التحويلات لم تتأثر كثيراً بوباء كورونا، بحيث أن الإنخفاض المذكور آنفاً للعام 2020 بقي أدنى بكثير مما كان متوقعا (-7.0%) في التقرير السابق ومن التراجع (-5.1%) الذي تم تسجيله خلال الأزمة المالية في العام 2009.
ولفت التقرير إلى أن وباء كورونا ساعد في رَقمنة التحويلات، بحيث إرتفعت التحويلات التي أجريت عبر القنوات الرقمية بشكل ملحوظ. وفي التفاصيل، فقد سجلت شركات تحويل الأموال إرتفاعا مضطردا في الخدمات الرقمية فيما تراجعت التحويلات النقدية بشكل لافت، بحسب التقرير.
من منظارٍ آخر، وبحسب أرقام البنك الدولي، حصدت الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط حصة الأسد (نحو 77.6%) من تحويلات المغتربين العالمية المقدَّرة للعام 2021 كما هو الحال منذ العام 2010 على الأقل.
وفي التفاصيل، إرتَقَب التقرير أن تتركز غالبية التحويلات إلى البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط في منطقتَي جنوب آسيا (152 مليار د.أ. اي حوالى 27.5%) وشرق آسيا والمحيط الهادئ (139 مليار د.أ. اي نحو 25.1%). وتوقّع التقرير في هذا الإطار أن تتعافى تحويلات المغتربين إلى البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط من تراجع بنسبة 1.6% خلال العام 2020 إلى نمو بنسبة 2.6% في العام 2021 لتصل إلى 553 مليار د.أ. ونمو بنسبة 2.2% في العام 2022 إلى 565 مليار د.أ.
على صعيد إقليمي، قَدَّرَ البنك الدولي أن التحويلات إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قد ارتفعت بنسبة 2.3% في العام 2020 إلى 56 مليار د.أ. مرتقباً أن تتطور هذه التحويلات بنسبة 2.6% في العام 2021 إلى 57 مليار د.أ. وبنسبة 3.1% في العام 2022 إلى 59 مليار د.أ. وقد عَزا التقرير النمو الخجول في توقعات العام 2021 إلى الإنكماش الإقتصادي الناتج عن تفشي وباء كورونا والتحاويل الضعيفة الآتية من بلدان الخليج.
محلياً، قَدَّرَ البنك الدولي حجم تحويلات المغتربين الوافدة إلى لبنان بـ 6.2 مليار د.أ. في العام 2020 (6.9 مليارات دولار في العام 2019) ليحل لبنان بذلك في المركز الثالث إقليمياً مسبوقاً فقط من مصر 29.6 مليار د.أ. والمغرب 7.4 مليارات دولار.
إضافة إلى ذلك، ودائماً بحسب تقديرات البنك الدولي، فقد تَبَوّأ لبنان المركز الأول في المنطقة والثاني عالمياً بعد التونغا «37.7%» من حيث مساهمة تحويلات المغتربين في الناتج المحلي الإجمالي، والتي بلغت 32.2% في العام 2020، وحلت وراءه الضفة الغربية وقطاع غزة (17.1% من الناتج المحلي الإجمالي). وقد أضاف البنك الدولي أن متوسط كلفة التحويلات الوافدة إلى لبنان من بلدان ذات دخل مرتفع من ضمن دول منظّمة التعاون الإقتصادي والتنمية لا يزال عالياً جداً.