في ذكرى التحرير أطلّ رئيس اللقاء العلمائي اللبناني سماحة الشيخ عباس الجوهري عبر شاشة تلفزيون المستقبل في برنامج أخبار الصباح.
حيث أكد الشيخ عباس الجوهري على أن ذكرى الخامس والعشرين من أيار تعود إلينا اليوم وفي قلوبنا غصة ومرارة لما انجرّت إليه المقاومة التي دخلت في أتون ضيّق لا يُفرح إلا اسرائيل ولا يصبّ إلا في مصلحة ذاك العدو الغاشم الذي دحرته المقاومة من جنوب لبنان عام ال2000، وللأسف هذه النقطة المضيئة في تاريخ الشعب اللبناني تتعرض اليوم لنقاط سوداء، فلبنان بصغر حجمه استطاع أن يطلق مقاومة هدمت أسطورة الجيش الذي لا يقهر، ولكنها للأسف تضيّع نصرها الإلهي المقدس اليوم في زواريب القصير، متأسفا على البراعم التي تشيّع اليوم في الجغرافيا الخطأ.
مشيراً إلى أن ثورات الربيع العربي هو انفجارٌ طبيعيّ، تأخر، بسبب سنين طويلة من الاستبداد والظلم والقهر، وما الثورة السورية إلا امتداداً لذلك الربيع، ولكن النظام هو الذي استدرج الثورة إلى التسلّح عندما وجه السلاح إلى صدور الناس العزّل في بداية الثورة.
وأكد الجوهري على أن الشعب اللبناني يُقدّر لسورية وقوفها مع المقاومة في حرب تموز، ولكن هي وقفت معنا على حق فهل نقف معها على باطل. والنظام السوري على الرغم من دعمه للمقاومة ولكنه لطالما حاول تقزيمها وجعلها ورقة في يده، وهو من جرّ حزب الله إلى ما هو فيه الآن، والنظام السوري لا يريد للبنان إلا أن يراه كتلة دمارٍ ورماد، وعندما لم يستطِع أن ينهي معركته في القصير افتعل ما افتعله في طرابلس.
ورأى بأن قتال حزب الله في سورية خطأ مميت وقاتل ستحاسبنا عليه الأجيال، ويعود بالضرر الكبير على لبنان والضرر الأكبر على الطائفة الشيعية. والأغرب إن البعض يشجّع حزب الله على أن يغرق أكثر في الوحول السورية، وهم يعلمون بأن الجغرافية السورية أكبر من لبنان وذلك لن يغيّر شيئاً، فلا يمكن للنظام السوري أن يبقى لأنه يستحيل للآلة العسكرية أن تقف في وجه إرادة الشعوب. مطالباً حزب الله بالعودة إلى رشدهم وإلى النهج الكربلائي الحسيني المناصر للمظلوم على الظالم ،لا العكس، ويخرج بأسرع وقت من هذه الفتنة ويعود للحوار فالرجوع عن الخطأ فضيلة، موضّحاً بأنه ليس مع إسقاط سلاح حزب الله لأن اسرائيل لم تزَل موجودة، ولكنه يرغب في إعادة تصويب ذلك السلاح وإعادته إلى تموضعه الصحيح، فنحن في هذا البلد على سفينة واحدة لا يمكن لأحد أن ينفرد بهذه السفينة ويأخذها في الإتجاه الذي يريده.