قبل حوالي تسعة أشهر استقال وزير الخارجية في حكومة دياب الوزير ناصيف حتّي، وذلك حفاظاً على مصداقيّته ومناقبيته، ورفضاً للإذعان والرضوخ لإرادة وليّ أمر البلد حزب الله، وفي ليلةٍ ليلاء، استُدعيَ رئيس الحكومة-الدمية حسان دياب إلى القصر الجمهوري، ليُوقّع مرسوم قبول استقالة الوزير حتّي، ومرسوم تعيين السفير شربل وهبي( أحد أتباع التيار الوطني الحر) وزيراً للخارجية، لتستقيل حكومة دياب بعد تعيينه بيومٍ واحد( من سوء طالعه، وشدّة نحسه).
حتى يوم أمس لم يكن اللبنانيون قد وقفوا على مآثر هذا الوزير الجهبذ، الذي اختاره الرئيسان عون ودياب لاستلام حقيبة الخارجية،( وزارة سيادية بامتياز) حتى ظهر بالأمس على قناة الحُرّة "الأميركية" ليخبُط خبط عشواء، فيُسيئ إلى دول الخليج العربي وفي مقدمها المملكة العربية السعودية، ومن ثمّ يسيئ الأدب اتجاه شعوب الجزيرة العربية، مُتعالياً ومُزدرياً على عرب البادية ( الذين يتحلّون بصفات الشجاعة والضيافة وحفظ الجِوار والشهامة( إلاً ما ندر منهم)، بخلاف ما يتمتّع به هذا الوزير "الحضري"، الذي يفتقد لأبسط مقومات الحضارة، ناهيك عن افتقاده للفضائل الدبلوماسية، المفترض أنّه اكتسبها خلال تمرّسه بالعمل الدبلوماسي لسنواتٍ طويلة، ولعمري هذا يُذكّرنا بذاك الجندي السنغالي-الفرنسي، الذي وقف على برميلٍ في ساحة البرج أيام بواكير الإنتداب الفرنسي على لبنان، مُخاطباً اللبنانيين: Moi, civilisey- vous، أنا هنا لأُحضّرَكم.
إقرأ أيضا : الشعب الفلسطيني بين أنياب الإحتلال الإسرائيلي، وصفقات تُجّار القضايا المُقدّسة.
من عاديات الزمان على اللبنانيين، أنّه عندنا رئيس حكومة لا يُصرّف الأعمال الحكومية، ولا يُصرّف شؤون الناس الحياتية الضرورية، حتى بات يستحق لقب رئيس الحكومة "المخصي"، ذلك أنّه كان من أولويات واجباته بالأمس التصدي لوزير الخارجية شربل وهبي، وأن يسعى مع رئيس الجمهورية( الذي عيّن هذا الوزير الطائش في أهم وأخطر منصب وزاري في الدولة) على كفّ يد هذا الوزير وتقريعه، والطلب منه أن يلزم بيته حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا، وعندها فقط يمكن لدول الخليج العربية أن تعتبر تصرفات الوزير وهبي تصرفاتٍ شخصية وطائشة، وأنّه نال نصيبه من التأنيب والإذلال، وأنّه يمكن بعد ذلك الصفح والغفران، والحفاظ على مصالح عشرات الآلاف من العاملين اللبنانيين في المملكة العربية السعودية.