ما الآثار الجانبية المرتبطة بأنواع لقاحات فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" المختلفة؟ الجواب هنا، في هذا التقرير الذي نقارن فيه 8 لقاحات لكورونا من حيث الآثار الجانبية، مع إنفوغراف تفصيلي.
استندنا في هذا التقرير إلى بحث بعنوان "نظرة عن كثب على لقاحات كوفيد-19: المعروف والمجهول وغير المؤكد"، من تأليف نادين هلال وندى ملحم وفادي الجردلي، وإصدار الجامعة الأميركية في بيروت.
كما رجعنا إلى بيانات من المراكز الأميركية للتحكم بالأمراض والوقاية، وإدارة الغذاء والدواء الأميركية، ومواقع إخباربة مثل بيزنس إنسايدر (business insider)، ومواقع إخبارية.
فكيف تعمل هذه اللقاحات المختلفة؟
1- لقاح "فايزر-بيونتك" (Pfizer-BioNTech): يتكون اللقاح من كبسولة دهنية تحتوي على أجزاء من الحمض النووي الريبوزي المرسال Messenger RNA (mRNA) أو ما يعرف بالرنا المرسال، والتي تشفر بروتين "سبايك" لفيروس كورونا، واسمه العلمي "سارس كوف-2".
يتم تعديل الرنا المرسال بشكل طفيف حتى لا يسبب الكثير من الالتهابات. وبعد الحقن، يدخل الرنا المرسال الخلايا العضلية ويحفز إنتاج بروتينات سبايك، التي سيتعرف عليها الجهاز المناعي، وبالتالي يتعلم الدفاع عن نفسه ضد فيروس "سارس كوف-2".
2- لقاح مودرنا (moderna): يتكون (مثل لقاح فايزر-بيونتك) من كبسولة دهنية تحتوي على أجزاء من الحمض النووي الريبوزي المرسال، وتحتوي على شيفرة بروتين "سبايك" لسارس كوف-2.
ويختلف تحضير الكبسولة وتلقيح الحمض النووي الريبوزي المرسال قليلا، لكن دورهما متطابق.
بعد الحقن، يدخل تلقيح الحمض النووي الريبوزي المرسال إلى خلايا العضلات، ويحفز إنتاج بروتينات "سبايك" ويساعد جهاز المناعة لدينا على التعرف إلى الفيروس ومكافحته.
3- لقاح أسترازينيكا-أكسفورد (Oxford --AstraZeneca): يعمل بتقنية الناقل الفيروسي، وفي هذا اللقاح الناقل الفيروسي، هو فيروس الشمبانزي الغداني (Adenovirus) قد تم تعديله وراثيا للحد من تكاثره.
ويتم بعد ذلك إدخال جين بروتين "سبايك" لفيروس "سارس كوف-2" في جينوم هذا الناقل الفيروسي. وبمجرد حقنه، يدخل الفيروس إلى خلايا العضلات. ثم ينتج بروتين "سبايك" الذي يسمح لجهاز المناعة بتعلم التعرف على فيروس "سارس كوف-2" ومكافحته.
4- لقاح سينوفاك (sinovac): يحتوي اللقاح على فيروس كورونا معطل بواسطة عمليات كيميائية مختلفة في المختبر. ويظل غلاف هذا الفيروس كما هو، وأثناء الحقن، ويتعلم الجهاز المناعي كيفية التعرف عليه والدفاع عن نفسه ضد الفيروس.
5- لقاح "سبوتنيك في" (sputnik v): على غرار لقاح مختبر أسترازينيكا، يستخدم اللقاح الروسي مبدأ الناقل الفيروسي، وهو يستعمل فيروسين غدانيين (Adenovirus)، مسؤولين عن نزلات البرد الشائعة، وقد تم تعديلهما وراثيا حتى لا يتكاثرا، وتم دمج جين مشفر لبروتين سبايك بالجينوم الخاص بهما.
6- لقاح كانسينو بيولوجيكس (CanSino Biologics): لقاح من جرعة واحدة، يعتمد على تقنية الناقل الفيروسي.
7- لقاح سينوفارم sinopharm: يحتوي اللقاح على فيروس "سارس كوف-2" معطل بواسطة عمليات كيميائية مختلفة في المختبر. يظل غلاف هذا الفيروس كما هو، وأثناء الحقن، يتعلم الجهاز المناعي كيفية التعرف عليه والدفاع عن نفسه ضد الفيروس.
8- لقاح جونسون آند جونسون (Johnson & Johnson): لقاح من جرعة واحدة، يستخدم هذا اللقاح فيروسا غدانيا Adenovirus لنزلة البرد معدلا وراثيا للحد من تكاثره كناقل فيروسي. ويتم إدخال جين بروتين "سبايك" لفيروس "سارس كوف-2" في جينوم هذا الناقل الفيروسي.
وبمجرد حقنه، يدخل الفيروس الخلايا البشرية. حينها، تنتج هذه الخلايا بروتين سبايك، وهو ما يسمح لجهاز المناعة بتعلم التعرف على "سارس كوف-2" ومحاربته.
نظرة أعمق على اللقاحات الأميركية
وفي مقال نشره موقع "بيزنس إنسايدر" الأميركي، قالت الكاتبة أريا بنديكس إنه من الطبيعي أن تشعر ببعض الانزعاج بعد تلقي لقاح مضاد لفيروس كورونا. بمجرد حقن اللقاح في ذراعك، يزداد تدفق الدم وتندفع الخلايا المناعية إلى مكان التطعيم، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى الشعور بألم في موضع الحقن، وهو الأثر الجانبي الأكثر شيوعًا للقاحات فيروس كورونا الثلاثة المرخصة من قبل الولايات المتحدة (فايزر، مودرنا، جونسون آند جونسون).
وقالت الكاتبة إن هذا التفاعل أكثر شيوعا مع لقاحي فايزر ومودرنا مقارنة بلقاح جونسون آند جونسون، فقد أبلغ أقل من 50% من المشاركين في التجارب السريرية الخاصة بلقاح جونسون آند جونسون عن ألم في موضع الحقن، مقابل 92% لمن خضعوا للقاح مودرنا و84% بالنسبة للقاح فايزر.
وأوضحت الكاتبة أنه عندما يكتشف الجهاز المناعي مكونات اللقاح يطلق مواد كيميائية التهابية لحمايتنا. لهذا السبب، يمكن أن يصاب الشخص بعد فترة وجيزة من تلقي اللقاح بالحمى أو آلام العضلات أو التعب أو الصداع.
كان التعب ثاني أكثر الآثار الجانبية شيوعًا في التجارب السريرية للقاحي فايزر ومودرنا. وقد أبلغ حوالي 69% من المشاركين في تجارب لقاح مودرنا و63% من المشاركين في تجارب لقاح فايزر عن تعرضهم لحالة من التعب. وكان الصداع أكثر شيوعًا من التعب بين المشاركين في تجارب لقاح جونسون آند جونسون، حيث أبلغ 39% عن شعورهم بالصداع، بينما أبلغ 38% عن شعورهم بالتعب.
يعتبر التعب والصداع من الآثار الجانبية الأكثر شيوعا بعد تلقي الجرعة الثانية.
ألم العضلات
وفي جميع التجارب السريرية الخاصة باللقاحات الثلاثة، كان ألم العضلات رابع أكثر الآثار الجانبية شيوعًا. وفي التجارب الخاصة بلقاح مودرنا، عانى 60% من المشاركين من آلام في العضلات، بينما أبلغ 38% من المشاركين في تجارب لقاح فايزر عن الأعراض ذاتها، مقارنة بحوالي الثلث بالنسبة للقاح جونسون آند جونسون.
وذكرت الكاتبة أن القشعريرة كانت من الآثار أقل شيوعًا ولكنها ليست نادرةً تماما، حيث أفاد 43% من متلقي لقاح مودرنا بشعورهم بقشعريرة، في حين أبلغ 32% فقط من المشاركين في تجارب لقاح فايزر عن هذه الحالة. ولم يشعر سوى 2% من المشاركين في تجارب لقاح جونسون آند جونسون بالقشعريرة.
وأبلغ 15% من المشاركين في التجارب السريرية للقاحي فايزر ومودرنا عن الإصابة بالحمى، مقارنة بحوالي 9% بالنسبة للقاح جونسون آند جونسون.
وأكدت الكاتبة أن متلقي لقاحي فايزر ومودرنا لم يواجهوا مشاكل في الجهاز الهضمي مثل الغثيان والقيء والإسهال، في حين أن حوالي 14% من متلقي لقاح جونسون آند جونسون أبلغوا عن الغثيان.
وأفاد غالبية المشاركين في تجارب مودرنا بأن الآثار الجانبية بدأت في اليوم الذي تلقوا فيه اللقاح واستمرت ليومين بعد كل جرعة. وفي المتوسط، عانى من تلقى لقاح فايزر من آثار جانبية بعد يوم إلى يومين من التطعيم، وعادةً ما يستمر رد الفعل يوما واحدا فقط.
وقد استمرت أعراض التعب والصداع وآلام العضلات لدى المشاركين في تجارب لقاح "جونسون آند جونسون" لمدة يومين في المتوسط، بينما عانوا من أعراض الغثيان والحمى ليوم واحد فقط.