عقد المطارنة الموارنة اجتماعهم الشهري في الصرح البطريركي في بكركي، برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي ومشاركة الرؤساء العامين للرهبانيات المارونية، وتدارسوا شؤونا كنسية ووطنية.

 

ووجّه الآباء شكرهم وتقديرهم البالغَين إلى قداسة البابا فرنسيس، للموقف الأساسي الواضح الذي أعلنه في رسالة جوابية إلى رئيس الجمهورية اللبنانية، الذي أكد وجوب بقاء لبنان على هويته وحفاظه على "تجربة العيش الأخوي". ورأوا في ذلك "علامة رجاء ينبغي أن يتمسك بها اللبنانيون بكل أطيافهم، وأن تلاقيها العواصم الكبرى بما يترجمها بشجاعة وصدق، ويردع العاملين على استبدالها بما يشوه حقيقة الوطن الرسالة ويهدد مصيره".


 
 

وأمام الوضع الخطر الداهم الذي يتهدد لبنان بانهيار مالي واقتصادي كلي، توجه الآباء إلى المعنيين الرسميين بتشكيل الحكومة العتيدة، "ليضعوا جانبا كل حساباتهم وغاياتهم الخارجة عن إرادة الإنقاذ، ويسارِعوا إلى إكمال عقد السلطة الإجرائية الذي يشكل مدخلا إلى الخلاص الإصلاحي المدعوم ماليا على الصعيد الدولي. إن الدولة تتفكك على نحو قد لا يكون قابلا للمعالجة، وحري بهم استجابة مطالب شعبهم والمجتمع الدولي".

 

وفي ضوء تبلور إرادة دولية للقيام بخطوات تقي اللبنانيين مخاطر مزيد من الفقر، ناشد الآباء "العواصم الصديقة القيام بمبادرات إنسانية عاجلة تساعد الشعب اللبناني على الصمود وتحول دون وصوله إلى نقطة اللاعودة، لاسيما أنها جددت إعلان اهتمامها بمستقبل أفضل للبنان، الذي يحتل، كما أشارت، موقعا بارزا في أجندتها الإقليمية".

 

وأمل الآباء في الأوضاع الراهنة قيام كل المسؤولين ومؤسسات الدولة بكل ما يمكن من أجل الحد من تدهور الوضع المالي والإقتصادي، واتخاذ التدابير الملائمة دون المس بودائع الإحتياط في المصرف المركزي، لما لذلك من تبعات سيئة جدا على الوطن.

 

وشجبوا بشدة "التفلت المتمادي على المعابر الحدودية الشرقية والشمالية، كما في مرفأ بيروت ومطارها، التي باتت تستخدم جهارا لتهريب المخدرات، الأمر الذي كلف لبنان مزيدا من الحصار الاقتصادي شمل صادراته الزراعية إلى المملكة العربية السعودية وسائر بلدان الخليج". وطالبوا الوزارات والإدارات المعنية بالحزم في مراقبة منافذ لبنان على العالم، دخولا وخروجا، كما دعوا إلى مؤازرة صارمة لذلك من قبل الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية، ويرجون تبعا لذلك استئناف التصدير إلى الدول الخليجية الشقيقة، التي طالما عرِفت بمحبتها للبنان وغيرتها عليه وعلى أهله.

 

وعبر الآباء عن قلقهم إزاء تعاظم مسلسل السرقات في العاصمة والمناطق، على نحوٍ ينذر بانفلات أمني خطير. وطالبوا بوضع حد لذلك رحمة بالمواطنين وذودا عن أرزاقهم.

 

وفي مطلع شهر أيار المكرس لإكرام أم الله العذراء مريم، دعا الآباء أبناءهم وبناتهم الى تكثيف الصلاة ومضاعفة أعمال التقشف والتوبة ومساعدة المحتاجين، سائلين الله أن يمنح الشفاء للمرضى، ولا سيما للمصابين بوباء كورونا، وأن ينير عقول المسؤولين في وطننا كي يعملوا بإخلاص وتعاضد صادق على معالجة الأزمات التي يعانيها شعبنا، بدءا بتأليف حكومة قادرة على إيقاف مسيرة الإنهيار، وإعادة رص الصفوف وتوحيد الكلمة، بشفاعة سيدة لبنان وقديسيه.