يحتار المراقب ،  حقيقة ، كيف يمكنه ان يوصف زيارة المسؤول الاول للديبلوماسية أميركية جون كيري الى الاراضي الفلسطينية المحتلة، وما الذي حملته من جديد على صعيد النزاع الفلسطيني الاسرائيلي ، سوى المزيد من الشكوك والسخرية والتي اقر بها كيري بنفسه ، بسبب السنوات المريرة من خيبة الأمل . 
كل الذي قاله كيري خلال التقاط الصور التذكارية مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو
تقليدي وتكرار بتكرار ، باستثناء جملة لافتة تستحق السخرية بالفعل . يأمل الوزير الاميركي 
- حسب قوله - في ان يتمكن ًبالنهج المنظم والحرص والصبر والإصرار من ان يرسم طريقا يدهش الناس ، ويطرق كل أبواب السلام ً. واذا اردنا ان نتكلم عن ادهاشات الادارة الاميركية لنا
كعرب ، حقيقة ، فاللائحة تطول ، فلطالما كانت تدهشنا في تعاملها مع القضية الفلسطينية ، وادهشتنا فعلا في إدارة الملف العراقي ، وها هي هذه الايام تجعلنا ندنو من لحظة إغماء من
كثرة ما نحن مندهشون من هذا التعاطي والتناول المهم للازمة السورية .. لا يسعنا بالفعل الا
ان نقول chapeau bas لهذه الغوغائية والديماغوجية الذي يتحلى بها وزير الخارجية الاميركي 
فهو عقد جلسة محادثات ثنائية وطويلة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، وفي النهاية ابلغه
بان لا مواعيد مقدسة لإعلان خططه في شان انطلاق المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين 
مما يعني ان الامور يمكن ان تنتظر الى ما شاء الله ، فالمسألة الفلسطينية الاسرائيلية ليست من 
الاولويات الان في المنطقة بالنسبة للاجندة الاميركية ، اضافة الى ان الكل يعلم ان اقصى ما 
يمكن ان تمون به واشنطن على تل أبيب ، لا يرقى الى الحد الأدنى مما يطالب به الفلسطينيون  .
في تل أبيب قال له نتنياهو : انك صديق شخصي وصديق لإسرائيل ، وفي رام الله عبر كيري عن
ارتياحه بالخروج مساء ، والتجول  في أسواقها ، وبين تناول الشاورما والكنافة الفلسطينية 
الشهيرة ، تبخرت مقترحات وخطط كيري التي هي في الأساس  ًبائرة