اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون حرصه على "وحدة الجبل وابنائه"، معتبرا ان "هذه الوحدة تشكل العمود الفقري لوحدة لبنان، وبوحدتنا الوطنية نستطيع التغلب على كل التحديات التي تواجهنا".
وأشار الرئيس عون الى ان همه الاساس عندما انتقل الى المقر الصيفي لرئاسة الجمهورية في قصر بيت الدين واللقاءات التي عقدها مع مختلف أطياف الجبل "كان صون هذه الوحدة وتحصينها والدفع بها الى الامام. كذلك كان همنا تحقيق مشاريع إنمائية في منطقة الشوف وابرزها انجاز مستشفى دير القمر الحكومي".
كلام الرئيس عون جاء في خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، عضو "تكتل لبنان القوي" النائب فريد البستاني مع وفد من لجنة مواكبة وانشاء وتجهيز مستشفى دير القمر الحكومي، ضم: رئيسها البروفسور أنطوان لطف الله البستاني ورئيس دير سيدة التلة الاب جوزف ابي عون المريمي، والأعضاء: المهندس كريم موسى، الدكتور داني يوسف، السيدة ماري روز ليان عرب، نقولا افتيموس، ميشال خطار، ليليان ناعسي، عبدو عقل، وسيم البستاني وأنطوان رنو.
استهل اللقاء النائب البستاني، ناقلا "تحيات أبناء دير القمر خصوصا والشوف عموما"، وقال: "زيارتنا اليوم هي زيارة شكر ومحبة لفخامتكم، لا سيما وانكم كنتم من الأوائل الذين قاموا برعاية مشروع مستشفى دير القمر الحكومي، فكانت لكم الايادي البيض في تخصيص الدعم اللازم من قبل الوزارات المعنية لاتمام هذا الصرح الطبي في بلدة دير القمر عرين الشوف".
وقال: "بمؤازرتكم تغلبنا على كل الصعوبات، وها نحن اليوم بصدد انهاء القسم الأول من المستشفى الذي سيتم افتتاحه برعايتكم. ان هذا الوفد الذي يرافقني اليوم، يضم اللجنة المعينة من قبل وزارة الصحة العامة برئاسة النقيب البروفسور أنطوان لطف الله البستاني ولجنة دعم المستشفى. وبالرغم من الازمة التي تمر بها البلاد، جئنا لنؤكد لفخامتكم تصميمنا وعزمنا على تنفيذ هذا المستشفى الذي لم يكن ممكنا من دون الأرض التي وهبتها الرهبنة المريمية المارونية. وهنا لا بد من كلمة حق تقال، ان العديد من الايادي الخيرة كانت وراء انشاء المستشفى وعلى رأسها ابن دير القمر العميد ادونيس نعمة والراحل الدكتور أنطوان شكري البستاني، والوزير السابق ناجي البستاني، وغيرهم ممن آمنوا بهذا المشروع وقدموا كل الدعم لكي يبصر النور".
ثم القى الاب ابي عون كلمة، شكر فيها الرئيس عون على استقباله الوفد و"متابعته الحثيثة لانجاز مشروع المستشفى الحكومي في دير القمر، عملا بتوجيهات فخامتكم من اجل ترسيخ مبدأ الانماء المتوازن في مختلف المناطق اللبنانية"، وقال: "نحن كرهبنة جزء اساسي من أهلنا في دير القمر، ومن هذا المنطلق قدمنا الأرض التي ستقام عليها المستشفى، لخدمة أبناء دير القمر ومنطقة الشوف".
وختم: "نحن في اياد امينة فخامة الرئيس، طالما انتم تقودون سفينة الوطن، وسط كل هذه العواصف".
وعرض رئيس اللجنة البروفسور أنطوان البستاني للمشروع، فقال: "إن مشروع بناء مستشفى دير القمر الحكومي يعود الى اكثر من 15 عاما، وبعد توقف لاسباب لا نريد الدخول فيها، ولحسن حظ منطقة الشوف وسكانها اتانا نائب أقواله أفعال ووعوده ترجمة صادقة ويتمتع ببعد نظر انمائي، عنيت به الدكتور فريد البستاني، الذي يعمل من خلال عهدكم ورعايتكم"، ولفت الى ان مستشفى دير القمر "هو المستشفى الحكومي الوحيد في منطقة الشوف الأعلى والاوسط والساحلي الذي ينال اهتمام القيمين الحاليين في وزارة الصحة".
وختم: "سيجمع المستشفى اختصاصات مهنية عالية وتجهيزات طبية حديثة، كما وسنخلق جو تعاون مهني مع مستشفيات الشوف كافة واطبائه. وأخيرا سيكون لهذا المشروع تأثيره البالغ الأهمية في تجذير الوجود السكاني والعيش الكريم، وكم نحن بحاجة الى هذه المهمة الوطنية الجامعة".
ورد الرئيس عون بكلمة رحب فيها بالوفد، مؤكدا أن "لدير القمر تاريخها الكبير، وقد تميزت برجالاتها، ولا يجوز ان تبقى من دون المستشفى، وعلى الجميع التعاون للقيام بهذا الإنجاز"، مشيرا الى أن "هذا المستشفى صرح كبير وسنسعى معكم من اجل المساندة في الإنجاز، لا سيما في التجهيزات الى جانب إتمام البناء".
وأمل رئيس الجمهورية في ان "يتم الانتهاء من هذا المشروع قريبا، لكي يكون في خدمة أبناء دير القمر وجميع ابناء منطقة الجبل، والذي نحرص على وحدة أبنائه حرصا قويا".
وكان الرئيس عون استقبل المدير العام لجمعية منظمة إغاثة مسيحيي الشرق "SOS CHRETIENS D'ORIENT" بنجامين بلانشار، رئيس البعثة في لبنان ارتور لانترنييه ومديرة مشروع بعثة لبنان السيدة كارن عشقوتي، الذين اطلعوا رئيس الجمهورية على الاعمال الاغاثية التي تقوم بها الجمعية في لبنان، "لا سيما تلك التي نفذت بعد الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت في 14 آب الماضي، والتي تركزت خصوصا على الاهتمام بالمتضررين وتوفير وسائل الدعم لهم وللمراكز الصحية الاستشفائية التي لحقت بها اضرار جسيمة".
ورد الرئيس عون شاكرا الوفد على ما تقوم به الجمعية، "لا سيما بعد انفجار المرفأ"، مشيرا الى "الصعوبات التي يواجهها لبنان، خصوصا من جراء تداعيات النزوح السوري على مختلف القطاعات في البلاد"، وشدد على "ضرورة العمل من اجل عودة النازحين السوريين الى المناطق الامنة في بلادهم وتقديم المساعدات لهم فيها، واهمية دعم المجتمع الدولي لهذه العودة ومواكبة المنظمات الإنسانية لها".