اكدت مصادر سياسية موثوقة لـ»الجمهورية» انّ «ملف تشكيل الحكومة صار في آخر الجدول، وكل الاطراف سلّمت باستحالة تشكيل الحكومة في هذا الوقت. وبالتالي، مع هذا الاقفال، وهذا العداء المستحكم بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلّف سعد الحريري، ومع فشل جهود التقريب بينهما، وغياب المبادرات الجدية لتسهيل تشكيل حكومة، ففي أحسن تقدير إنّ الحكومة لن تتشكل قبل الخريف المقبل، إذا كانت ثمة امكانية لتشكيلها بعد».
واذا كان الكل متفقون على ان تشكيل الحكومة قد رحّل مسافات زمنية الى الامام، الا انّ اسباب التعطيل ما زالت متضاربة بين اطراف التعطيل:
- بين قائل بخلاف داخلي حصراً حول بعض التفاصيل الحكومية، ولا سيما ما يتعلق بتسمية الوزيرين المسيحيين الفائضين عن حصة رئيس الجمهورية في هذه الحكومة.
- وبين قائل انّ عقد التعطيل خارجية وهي ان ايران هي التي تعطل الحل، ولا تريد حكومة في لبنان، وفي زمن بداية المفاوضات مع الاميركيين، هي ليست جاهزة بعد لتسهيل ولادة الحكومة. وبالتالي، ان «حزب الله» في هذا التوجه، وعون وفريقه مطمئنان لوقف الحزب وايران ومن هنا يمضيان في تعلية الشروط، ورفع نبرة التصعيد في وجه الرئيس المكلف... مع الاشارة هنا الى انّ خصوم الحزب يؤكدون هذه المقولة، فيما الحزب ينفيها ويؤكد دخوله على خط الوساطات لصياغة تفاهم بين الرئيسين عون والحريري.
- وبين قائل انّ السعودية تعطّل الحكومة وهي التي تمنع وتمنح. أي انها تمنع الحريري من تشكيل حكومة، وهي ان شاءت تمنحه الإذن بالتشكيل. في هذا المجال تقول مصادر واسعة الاطلاع: هناك إمعان لبناني في المبالغة في تقدير الموقف السعودي من الملف الحكومي.. اولاً، يجب العودة الى الكلام الاخير قبل اسابيع قليلة لوزير الخارجية السعودية الذي حدد فيها حقيقة موقف المملكة من تشكيل الحكومة. وثانياً، لم يسجل اي دخول سعودي مباشر او غير مباشر على الخط الحكومي. وثالثاً، هل ان الحريري استطاع ان يشكل حكومة ليقال ان السعودية منعته، وهل هو قادر في الاساس على ان يشكل حكومة في ظل حفلة الهستيريا السياسية التي يشهدها الملف الحكومي منذ عدة اشهر؟.