لا شك أن فيروس كورونا المستجد قد ترك بصماته على العالم بأثره، وربما الناحية النفسية للناس كان لها النصيب الأكبر، ربما بسبب الإجراءات الاحترازية من تباعد اجتماعي، وارتداء الكمامات، فضلاً عن إلغاء التجمعات والحفلات وانتهاء بحظر السفر.
ولعل هذه الآثار قد دفعت مجموعة من كبار العلماء والأكاديميين إلى التشديد على وجوب إلغاء التباعد الاجتماعي خلال فترة قصيرة جداً، وتحديداً في حزيران/يونيو القادم، والسماح للناس باستعادة السيطرة على حياتهم الطبيعية" وذلك بحسب رسالة موقعة من 22 خبيراً بريطانياً.
في التفاصيل، نصت الرسالة البريطانية المفتوحة على استحالة إنشاء مجتمع جيد مع التركيز المهووس على سبب واحد لاعتلال الصحة، مطالبين برفع جميع القيود خلال موعد نهائي حددوه في 21 يونيو/حزيران القادم كخارطة طريق للخروج من الإغلاق.
حقن متعافين من كورونا بالفيروس مجددا.. والغاية "نبيلة"
من جائحة إلى مرض متوطن.. شكل الحياة بالتعايش مع كورونا
واعتبر الموقعون أن اختبارات الفيروس (PCR) غير ضرورية، بل فضلوا نهجاً أكثر فعالية يتضمن التشجيع على غسل اليدين والتعقيم وتنظيف الأسطح.
كما حثوا الحكومة على إلغاء جوازات سفر اللقاح لأن كوفيد 19، لم يعد يتطلب تدابير رقابة استثنائية في الحياة اليومية، مؤكدين أن إنهاء قيود التباعد الاجتماعي لأفراد الأسرة من عائلات مختلفة سيسمح بالالتقاء مجدداً، كما سيسنح الفرصة للعديد من الأجداد عناق أحفادهم لأول مرة منذ شهور، وذلك وفقاً لتقرير نشرته صحيفة "التليغراف البريطانية".
في سياق متصل، أصرّ علماء ينتمون إلى مجموعة واسعة من التخصصات، على عدم وجوب تفوق أخطار سلالات اللقاحات أو حتى ظهور أنواع جديدة من الوباء على الأضرار التي تسببها قواعد الإغلاق بما في ذلك الضرر الذي يلحق بتعليم الأطفال والصحة العقلية للأمة.
وتأتي تعليقاتهم في الوقت الذي أُعلن فيه أن أكثر من نصف سكان المملكة المتحدة قد تلقوا الآن جرعة واحدة على الأقل من لقاح فيروس كورونا، وأظهرت بيانات من المملكة المتحدة نجاحاً استثنائياً للأسباب التي تقلل عدوى انتقال الفيروس.
فيما وقع على الرسالة عدد من العلماء الذين ينصحون الحكومة بما في ذلك روبرت دينجوال، أستاذ علم الاجتماع في جامعة نوتنغهام ترنت، الذي يجلس في المجموعة الاستشارية الجديدة والناشئة لتهديدات الفيروسات التنفسية "نيرفتاغ"، على اتخاذ تلك القرارات، ومعه أيضاً البروفيسور كارل هينجان، مدير مركز الطب القائم على الأدلة بجامعة أكسفورد، والبروفيسور أنتوني بروكس، عالم الوراثة وعالم البيانات الصحية في جامعة ليستر.
مخاوف من أزمة نفسية
وكذلك لفتوا إلى أن عدم وجوب إلزام الناس بأقنعة الوجه بعد التاريخ المحدد، معتبرين تمديد التوصية بتغطية الوجه لأطفال المدارس بعد عيد الفصح خطأ، ودعوا إلى إنهاء هذا القرار في الفصول الدراسية بحلول 17 مايو/أيار القادم.
كما حذروا من أن الضرر الذي يلحق بالمجتمع سيكون أكبر من اللازم إذا استمرت تدابير مكافحة كوفيد الحالية في الخريف، وأن خطر عمليات الإغلاق والقيود المتكررة سيكون كبيراً وريما يؤدي إلى أزمة صحية نفسية، خاصة بين الشباب.
إلى ذلك، أشاروا إلى أن إحالات الصحة النفسية للأطفال وصلت إلى مستوى قياسي، وتأتي دعواتهم بعد أن قال علماء حكوميون كبار إن الأقنعة قد لا تكون ضرورية هذا الصيف بفضل نجاح اللقاح ومستويات مناعة القطيع.
وأتى هذا التفاؤل على الرغم من اقتراحات بعض شخصيات الصحة العامة بأن "قيود المستوى الأدنى"، مثل الأقنعة، يمكن أن تستمر لسنوات.
الجدير ذكره أن العالم كان سجّل قبل ساعات عدداً قياسياً لإصابات كوفيد19، بلغ أكثر من 893 ألفا، نظرا بشكل أساسي إلى تفشي فيروس كورونا بشكل واسع في الهند، وفق تعداد لفرانس برس السبت.